جواز السفر إلى تعدد الزوجات ....
الشاعر: سعد مردف ـ الوادي .
يــا كـاسـفَ الـبـالِ فــي ضـيـق و فــي حــرجٍ
…….. يُــخـفـي و يــبـطـنُ ألــــوانَ الـمُـلـمَّـاتِ
يـــعـــيــشُ فــــــــي وحـــــــدةٍ اللهُ يــعــلـمُـهـا
…….. و الــنـاسُ تـحـسـبُهُ حِــلـفَ الـمـلـذاتِ
و يـــــا الَّـــتــي فــــي زوايــــاَ الــــدارِ جــاثـمـةٌ
…….. تــخـيـطُ مــــن دمـعِـهـاَ قــبـرَ الـحَـيِـيَّاتِ
الــعــمــرُ أحْــرجَــهــا، و الــصــمــت أوجــعــهـاَ
…….. و الــنـفـس تــوردهــا شــــرَّ الـمـظَـنَّاتِ
مَـــــــــنْ لـــلـــرجــالِ إذا لــــيــــلٌ تــجــهَّــمـهـاَ
…….. مـــن لـلـقـواريرِ فـــي قَــهـرٍ و إصـمـاِت
إنَّ الـــتـــعــدُّدَ فـــاعْـــلَــمْ رحــــمـــةٌ نــــزلـــتْ
…….. لــلــنـاسِ ضــيَّـعـهـا أهـــــلُ الــغـوايـاتِ
إنَّ الـــتـــعــدُّدَ مــــــــن ألــــطــــافِ خــالــقِــنــا
…….. بـــهــا يـــصُــونُ كـــرامَــاتِ الـعـفـيـفـاتِ
و ســنـةُ الـمـصـطفَى ، هـــدْي بــه سـلـمَتْ
…….. أوائـــلُ الــنـاسِ مـــن شـــر الإبــاحـاتِ
فــــي الأنــبـيـاء لــنـا مـــن شــرعِـه ســعَـة ٌ،
…….. و فـــي الـصـحـابة أصــحـابِ الـكـراماتِ
و فـي الـكتاب " انـكِحُوا ما طابَ " ليس فِرًى
…….. هــذا مـن الـذكرِ يُـتلى فـي الـصلاواتِ
ألــــــــم يــــكــــنْ لــــرســــول الله عـــائــشــةٌ
…….. و بـــعـــدَ عــائــشـة ثـــنَّــى بـــزوجــاتِ
حـــفــظ الـبـصـيـرِ يــــرى بــالـوحْـي مـنـهـجَـه
…….. فــــي جــمــعِ ســنَّـتِـه خــيـرِ الـبـريَّـاتِ
و فـــــــــي حـــلائـــلِـــه أخــــبــــارُ ســـيـــرتِــه
…….. مِـــــنْ أمَّـــهــاتٍ أمــيــنـاتٍ حــفـيـظَـاتِ
قــــــلْ لــلَّــواتــي أبـــيـــنَ الـــحـــق مـنـبـلـجـاً
…….. و قــلـنَ : " "و اللهِ لا نـرضـى بـضـرَّاتِ"
هـــبْ أنــكُـنَّ مــضَـى عــهْـدٌ ، و قـــدْ فـنـيَـتْ
…….. أعـــمــارُكــنَّ ، و لــــــم يــطــرقـكـم آتِ
و أنـــكـــنَّ مـــــنَ الـتَّـعْـنِـيـسِ فـــــي ضـــنَــكٍ
…….. تــــدعُــــونَ : يـــاربَّـــنــا ربَّ الـــولــيَّــاتِ
تــرجُــونَ زوجًــــا يـــدقُّ الــبـابَ فـــي ســحَـرٍ
…….. تـنجُو بـه الـنفسُ مـن حُـزنٍ ، و إعْنَاتِ
ألـــــمْ يــكــنْ شــافـيًـا لـلـنـفـسِ أنْ رضــيَــتْ
…….. مــــنَ الــــزّواج بـمَـثْـنـى يــــا أخـيَّـاتـي
مَـــنْ لــلأرامـل فـــي عـــزِّ الـشّـباب ، و مَــن
…….. لـــلآنـــســـاتِ بـــــأعــــذار ٍكـــثـــيـــراتِ
ألــيــسَ مــــن حــقـهـنّ الــحــبُّ مــــن ولـــدٍ،
…….. و مـن حـبيبٍ و مـن بـيتٍ و أُسْـراتِ؟؟
ألــيــسَ مــــنْ شــيــمِ الإيــمــان حــبُّــكِ مـــا
…….. تـهـوينَ أنْ يـبـتَدِي أهــلَ الـمـؤاخَاةِ ؟؟
تــحـيـيـنَ يــــا أمَــــةَ الــرحـمَـن فــــي دعَــــةٍ
…….. لــكــنَّ أخــتَــكِ تــحـيَـا فـــي الـمـعـاناة
ِ
تُـمْـسي و تـصْـبحُ فــي خـوفٍ ، و فـي حـرَج
…….. الـــكـــلُّ يُـتـبـعـهـا عَـــيــنَ الــمــلامـات
و ربَّـــمـــا دُفـــنَـــتْ فــــــي الــقــبــرِ آنـــسَـــةً
…….. لــم تـلـقَ زوجــاً ، و لــم تـنـعمْ بـجنَّاتِ
و كــــم أســيــفٍ مـــن الأزواج ضـــاقَ مـــدًى
…….. شـــابَــتْ حـلـيـلـتُه شــيْــبَ الـبـلـيَّـاتِ
مـــــا عــــادَ فــيـهَـا لــــذي تَــــوقٍ مــسـامَـرَةٌ
…….. و لا لــهَــا ســاعـةَ الـتـرويـحِ مـــنْ ذَاتِ
أضـــحــتْ عـــجُــوزًا مِـــــنَ الـــجــدَّاتِ فــانـيـةً
…….. و لـيـسَ فــي وُسـعـهَا غـيرُ الـحكاياتِ
تــــضِــــنُّ بــــالــــزوج إلا أنْ يــــكــــونَ لــــهــــا
…….. كــالـفـخِّ يُــمـسِـك فــــأرًا دونَ إفْــــلاتِ
و كـــلــمَــا لـــــــوَّحَ الــمـسـكـيـنُ مــلـتـمـسـاً
…….. يـــريـــدُ لــلــديـن صـــونًــا بـالـمُـبـاحَـات
رأَى مــــــنَ الـــزوجـــة الــشَّــيـبَـاءِ عــاصــفــةً
…….. هـــوجــاءَ تـــــوردُه شـــــرَّ الـفـضـيـحاتِ
كــــأنَّـــهُ الــعــبــدُ يــعــصِــي أمــــــرَ مــالــكِــهِ
…….. يُـشْوى عـلى الـنارِ ، أو يُـكوَى بمِكْوَاةِ
مــــهــــلا بــــنــــات رســــــــول الله مــــعـــذرة
…….. الـــحـــق أنـــصـــع أحــكــامــا و آيـــــات
إن الــــتــــعــــدُّدَ لا يُــــــــــــزري بـــصـــاحـــبِــه
…….. و لا يَــشــيــنُ كــريــمَــاتٍ ، و حُـــــرَّاتِ
و لــيــسَ يــنـقـصُ مـــن وُدّ ، و مـــنْ ســبَـبٍ
…….. و لـيـسَ يُـفـسدُ مِــن طِـيب الـمصافاةِ
قــلــبُ الــفـتـى يــسَـعُ الأزواجَ مـــا وســعَـتْ
…….. كــفَّــاه بــــذلاً ، و أرضَــــى بـالـكـفاياتِ
و رُب سَــــاعٍ عــلــى ثِـنْـتَـيْـنِ أحــسـنُ فـــي
…….. حـفظ الحُقُوقِ ، و أجْدَى في المُراعَاةِ
بـــنـــتَ الـــكـــرام ثـــبِــي لــلــرشـد إنَّ لـــنَــا
…….. ربًّـــــــا رقـــيــبًــا بــصــيــرًا بــالـخـفـيَّـاتِ
هــــو الـــذِي يــسَّـر الأحــكـامَ حــيـنَ قــضـى
…….. و فــــي الـتـعـدُّد أوصَـــى بـالـمـساواةِ
سـماحة الـدين تـشفِي الـناسَ مـن سـقَمٍ،
…….. و تــــورثُ الــقـلـبَ إيـمـانًـا ، و راحـــاتِ
و مــنـهـجُ الــغــرب يـــودي لـلـشـقَاء ، و قـــد
…….. ســاقَ الـنـساءَ إلــى ســوء الـنـهاياتِ
إن الــتــعــدُّد فــــــي الـــزوجـــاتِ مــنـسـجـمٌ
…….. مـــــع الـطـبـيـعـةِ، حـــــرْبٌ لـلـخـيـاناتِ
مــن دونــهِ لــم يـعـدْ فـي الـغربِ مَـحْضُ أبٍ،
…….. و لــــمْ يــعــدْ لــصـغَـارٍ مــحــضُ أمَّـــاتِ
تـــعــدُّد الـــغــربِ فـــوضــى لا خـــــلاقَ بـــــه
…….. تــعــددُ الــعِـيـر تــرعـى ، و الـبـهـيماتِ
و فـــــي الــشـريـعـةِ مــيــثـاقٌ ، و مــكــرمـةٌ،
…….. تـرضـيـكَ فـــي نــسـبٍ صـــافٍ كـمـرآةِ
يـــــا لائـــمــي إنَّ حــــالَ الــنــاس حــيَّـرنـي،
…….. و هـمُّهم قـد حـدَا حِبْري ، و ريشَاتِي
لا تــحـسـبَـنَّ قــصــيـدِي وحـــــيَ تــجـربَـتـي
…….. إنِّــي لأعـجـزُ فــي مـلـكِي ، و بـاءَاتي
لا تـخْـبـروا زوجــتـي عــنّـي ، و عــن قـلَـمي
…….. إذنْ أمـــــوتَ بــأوجـاعِـي ، و عــلاَّتــي
لــكـنْ دعُــونـي أقُـــلْ مـــن قــبـلِ تـقـتُلني :
…….. " كمْ في التعدُّد من قتلى ، و أمواتِ"
د. سـعــد مـردف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق