المَظْلَمَة ... معلقةُ الموت
--------------
الشاعر: عادل بوبرطخ ـ الجزائرـ
مَــهْــمـا
نــظــمْـتَ فـــــإنّ الــشـعـرَ بــيـتـانِ
بــيــتٌ
يـسـوقُـكَ كـــيْ يـغـتـالَكَ الـثّـانِـي
ولا
يـــوافــيــكَ حــــقًّـــا نـــــــزْفُ مَـــحْــبَــرَةٍ
فـاقـطـعْ
عــروقَـكَ واكــتـبْ بــالـدّمِ الـقَـانِي
أنــــا
الـشـهـيـدُ عــلــى أعــتــابِ قـافـيـتـي
لــــيَ
الــخـلـودُ ومــــا مـــنْ مـثـلـيَ اثــنـانِ
وإنــنــي
الــريــح ُألــــوي الــحــرفَ أُلْـقِـحُـهُ
فـيـثـمـرُ
الــحـرفُ فـــي أكــمـامِ أشـجـانِـي
ومـــــا
طـــرقْــتُ قــريــضـا غـــيــرَ مــرتــجِـلٍ
ولا
عــصَـى ســجـدةَ الأشــعـارِ شـيـطانِي
وكـــم
سـقـيتُ بـحـورَ الـشـعرِ مــن لـغـتِي
وكـــم
خـفـضـتُ لــهـا ريــحِـي و شـطـآنِـي
نــصـفـي
مــــلاكٌ و نــصـفـي مــــاردٌ و أنــــا
مـــا
بــيـنَ نـصـفـيَّ قـــدْ ضـيـعتُ إنـسـانِي
مِــثـلان
لـــو حُــشـرا فــي الـنـاسِِ لاقـتـتلا
فــكـيـفَ
يُــحـشَـرُ فـــي الأحــشـاءِِ ضـــدانِ
يـــا
قــاضـيَ الـشـعـرِ مــا لِــي مــا أعـلّـلُه ُ
قــد
أفـصـحَ الـدمـعُ فــي ســرِي وإعـلانِي
يا
سيدي ليسَ لِي في النّاسِ مِنْ سَنَدٍ .
لَــكَــمْ
ظُــلـمـتُ و هــــدّ الــضـيـمُ أركــانـي
تــبْــلَـى
الــلـيـالِـي وَ أَوْجَـــاعِــي مُــجــدَّدةٌ
والأرضُ
تـشـفـقُ مـــن طــوفـانِ أجـفَـانِـي
أدافــــعُ
الــقـلـقَ الــمَـخْـزُونَ فِـــي كَــبِـدِي
سـاجِـي
الـمـحاجرِ مــن هـمّي و أحـزانِي
كــم
يـسـلِتُ الآه مــن صـدري ويـسلبني
مـــا
كــانَ يُـعـرفُ مــنْ صـبـري وسُـلْـواني
يَـــا
سـيـدي الـنـارُ تـشـوي كــفَّ مُـطـعمِها
وَكــنــتُ
أطـعـمُـهـا مــــن جــمـرِ شَـرْيـانِـي
أحــرقــتُ
روحــــي و لـــم أظــفَـرْ بـمُـنـيتِها
ثــــم
اشـتـعـلـتُ عــلــى أنــقـاضِ نـيـرانِـي
أفِـــي
الـعـدالـةِ أنْ أفْــنَـى وبِـــي عَــطـشٌ
والــبــئـرُ
بـــئــريَ والــبـسـتـانُ بــسـتـانـي
يـــا
قـاضـيَ الـشـعرِ قــد بُـلّـغتَ مَـظْـلَمَتِي
(وقـــــدْ
كَــفَــانِـي إذا أُلْــبِـسْـتُ أَكْــفَـانِـي)
قْــــدْ
أَعْـدَمَـتْـنِـي صـــروفُ الــدّهـرِ قـبـلـكمُ
وصــائــدُ
الــشـعـر قــــد ألــقــى فــأردانــي
ألـــســتَ
تــحــكـمُ بـالـقـسـطاسِ تــوجـبُـهُ
فــاحـكـمْ
فـديـتـك أنـــي الـمـيـت الـجـانِـي
مـــا
أصــعـبَ الــمـوتَ لـكـنّـي سـعـدتُ بــهِ
لـــمــا
رأيـــــتُ بـــحــورَ الــشــعـرِ تـنـعـانِـي
فــقــدْ
أتَــانِــي وغــيــمُ الــمـوتِ يـمـطـرنِي
بــيـتٌ
مـــن الـشـعـرِ يـبـكـي ثـــمّ أبـكـانِي
يــقــولُ
لــــيْ وجــفــونُ الـــروحِ مـسـبـلة ٌ
(
لــقـد تـعـوّضْـتَ بـالـبـاقِي عـــنِ الـفـانِي)
فـــي
دهـشـةِ الـوقـتِ والـسـاعاتُ نـاحـبةٌ
شــيـعـتُ
روحِـــي و أحــلامِـي وجـثـمـانِي
ســأخـرجُ
الآنَ مــثـلَ الــنـورِ مـــن عــدمِـي
مـــا
عـــدتُ فـــي هـــذه الـظـلماءِ ألـقـانِي
مــسـافـرٌ
نــحــوَ مــــا أخــشــاهُ عــــلّ يـــداً
مــــن
الـحـقـيـقةِ بــعــدَ الــوهــمِ تــرعَـانِـي
شعر: عادل بوبرطخ ـ الجزائرـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق