أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الأربعاء، 21 فبراير 2018

الرئيسية الـعــمــرُ يـــومــانِ ـــ الشـــاعـر: بـنان الــبــرغـوثــي...

الـعــمــرُ يـــومــانِ ـــ الشـــاعـر: بـنان الــبــرغـوثــي...



الـعــمــرُ يـــومــانِ

عِـمْـتُمْ مـسـاءً فـهـذا الـشِّـعرُ مُـعتَبَرُ
يـــا رَمْــزَ عِــزٍّ فـقـلبي الـيـومَ يـنـفطِرُ


أنــتــم أحِـبَّـتَـنـا والـمـجـدُ شـيـمـتُكمْ
مـنـكـمْ أرى الـسَّـعْدَ فـالأيّـامُ مُـخْـتَبَرُ


الـعـمرُ يـومـانِ يــومٌ أنــت فــي دَعَـةٍ
مـــهــلا وآخَـــــرُ مــكـلـومٌ بــــهِ خَــــوَرُ


والـعـمرُ ضـيـفانِ ضـيـفٌ حـامـلٌ أمــلا
والـجـرحُ غــارَ مـنَ الـضَّيفِ الـذي تَـزِرُ


والــدَّهـرُ لـونـانِ لــو غـازلـتَهُ انـفـتقتْ
أزهـــارُهُ وَزهـــا فـــي طَـعْـمِـهِ الـثَّـمَرُ


والــنــارُ نــــارانِ نــــارٌ أنـــتَ مُـوقِـدُهـا
عــذرا وأخــرى بـقـلبِ الـحُـرِّ تـسـتعِرُ


نــــــارٌ تَــلَــظّــى وأكـــبـــادٌ تــحـرّكُـهـا
أشــــلاءُ مَـلـحَـمَةٍ بـالـظُّـلمِ تـنـحـسرُ


بــاسـمِ الإلـــهِ غَـــدَتْ أوطـانُـنـا لَـهَـباً
والـناسُ صَـرْعى مـنَ الـحكّامِ تستترُ


أطـلـق رصـاصك لا تـخشَ الـعِدا أبـدا
لا تـحـسِـبَـنَّ أصــابــتْ أمْ بــهـا عَـــوَرُ


فَـــرُبَّ رامٍ لـــهُ فـــي الـسّـاحِ مـنـزلةٌ
تــخـيـبُ ضــربـتُـهُ لـلـسّـابـقِ الـظَّـفَـرُ


وبـــارك الله فـــي جـــارٍ تــأصَّـلَ فــي
طــبـعِ الــوفـاءِ وفـــي الإيــثـارِ مُـكْـتَثِرُ


فـالـجـارُ لـلـجـارِ مـــن ريــفٍ وحـاضـرةٍ
طـبـعُ الـجـفاءِ سـلـيلُ الأصــلِ مُـنْـبَتِرُ


هـــــذا الــجــمـالُ بــأبــيـاتٍ نُـنَـمِّـقُـها
فـيـها الـمـعاني وإبـحـارٌ لـمـن بَـحَـروا


قـد رُمْـتُ فيها جمالَ الروح إذْ نطقتْ
شِــفــاهُــنـا دُرَرًا والــحــبــرُ يــنــهـمـرُ


يــــا نــاظــرا لــفــؤادي هَــمُّــهُ جَــبَـلٌ
والــشـعـرُ يـجـعـلـه بــالـحُـبِّ يـنـغـمِرُ


يــا مـبـحرا بـشجون الـشوق مـعذرةً
مـا لِـلمَشوقِ مِـنَ الـتأنيبِ يُـحتَظَرُ ؟


مـن ذا بـربك يهجو الحُسْنَ في زمنٍ
إلّا قــــلـــوبٌ مـــــــن الآلامِ تــعــتــصِـرُ


يــا دُرَّةً مــن بــلادِ الـشّـامِ حِـرْتُ بـها
لـحنُ القوافي تَسامى فهيَ تختصِرُ


إلــى الـتـي بـعـبير الـشـوق تـنثرني
شـوقي غـرام وحـر الـشوق مُـخْتَمَرُ


أنــــامُ أعـشـقـهـا أصــحـو بـــلا أمـــلٍ
لا زلــــت أذكــرهـا والـقـلـب مُـعـتـصِرُ


حـسناء غـاليتي فـي الـحسن بارقةٌ
أخــلاقـهـا كَــمُـلَـتْ والـعـقـلُ مُـؤْتَـمَـرُ


يـا عـيدُ قلْ لصديقي أنت في كبدي
فـالـزّهرُ يـحـلو مـع الأحـبابِ والـسَّمَرُ


يــا نَـفْـسُ طـيـبي بـكِ الأيـامُ مـزهرةٌ
لا زالَ فــي الـعـمرِ آمـالٌ لـمنْ عـبروا


مَـنْ لي بذكرِ حبيبي الصَّبِّ يغمرني
فالبعدُ أضنى خيالي صُغْتُ ما ذَكَروا


أصـــــوغ عــنــد عــذابـاتـي قــصـائـدَهُ
مـصـبـوغةً بـخـضـابِ الـقـلـبِ تـنـحـدِرُ


فـي القلب أنتِ وفي الآماقِ فاتنتي
والـشـعـر والـشـعـرا حــاروا أيــا قـمـرُ


رُدّي لـنـا مــن رُبــاكِ الـزَّهْـرَ نـمشُقُهُ
عِـطْـرا زَكِـيّـا عـلـى الأحـبـابِ يـنتشِرُ


والـشِّـعـرُ يـخـتـزِلُ الآهـــاتِ يـصـقُـلُها
مـــنْ حَــرِّهـا لَــتَـرى الأحــلامَ تـفـتكِرُ


مــن فــي صـبـابتهِ يـلـهو بــلا هــدفٍ
كـجـاهلِ الـجـرحِ مـجـهولٌ لـهُ الـضَّجَرُ


إنَّ الــحـروف لـلـيـلى خـطـها قـلـمي
لـيـت الـحروفَ تـداوي مَـنْ بـهِ الـضَّرَرُ


قـد قـلتَ شـعرا لليلى والهوى طَرِبٌ
قــــدْ لاعَــنـي وبِـــوُدّي فــيـهِ أنـتـصِـرُ


إنَّ الــصــحـاحَ إذا زانــــتْ خـصـائـلُـهم
دانــت لـهـم عَـصَـباتُ الـقـومِ والـزُّمَـرُ


يـمـسـي الـسـقـيم بـــلا داءٍ يــؤرِّقُـه
حـتـى يـمـوتَ بـمـا قــدْ خـطَّـهُ الـقَدَرُ


كـم من سليمٍ أتاه الحَيْنُ في حدثٍ
مـــن غــيـرِ داءٍ ولا دَقَّـــتْ لـــهُ الـنُّـذُرُ


مــن يـأمَـنَنَّ لـمـكر الـنـاسِ لــو قـرُبوا
يَـهُـنْ ولــو كــان مــن أنـسـابه مُـضَـرُ


مــنـهـم بـعـيـدٌ قــريـبٌ فـــي مــودَّتـه
مـنـهـم قــريـبٌ بـعـيـدُ الـــوُّدِّ مـسـتترُ


هــذي الـحـياةُ كـمـا الأمــواجِ ديـدنها
يــــــوم يَـــسُــرُّ وأيـــــامٌ بـــهــا عِـــبَــرُ


فـاصـبـرْ عــلـى كــدَرِ الآلامِ تـكـسبها
أجـــرا وعــفـوُكَ تـوبـيـخٌ لـمـن غــدروا


أَكْــــرِمْ بــإخـوانِ صِـــدْقٍ لا تـغـيِّـرُهُمْ
صُـروفُ دهْـرٍ وإنْ ضـاقتْ هُـمُ صـبروا


فاحفظْ من العهدِ ما قدْ كانَ يا ولدي
واحــذرْ صـديقاً بـوقتِ الـضيقِ مـعتذرٌ


لا تـستَخِفَّنَّ فـي المعروفِ من صِلَةٍ
لَـــرُبَّ سِــقْـطٍ بـعـيـنِ الـنّـاسِ مُـعـتَبَرُ


وابـحثْ عـنِ الـخيرِ واسـتكثرْ أمـاكنَهُ
تـجِدْ لـكَ الـنّاس قـد دانتْ وإنْ كَدَروا


الشـــاعـر: بـنان الــبــرغـوثــي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.