يا ليت لي ولدا ...
--------------
الشاعر: سعد مردف ـ الوادي ـ الجزائر ..
--------------
يــا لـيـتَ لـي ولـدًا يَـسُرُّ، ولـيتَمَا
لـحَـلـيـلـتِـي كــالأمَّــهــاتِ بَــنُــونَـا
أنـا مـثْلُ كلِّ الناسِ عندِيَ مهجةٌ
وأحِـــسُّ قـلْـبـي طـيِّـبًـا، وحَـنـونَـا
أهـوَى أنَـا الأطـفالَ في غدَوَاتِهم
يـتـضـاحَـكـونَ لـــــدَيَّ، أو يـبْـكُـونَـا
وأحـبُّهم يـتوثَّبُونَ عـلى الـمدَى،
بِـصُـراخـهـمْ مُــتـأوِّهًـا مـشْـحُـونَـا
وودِدْتُ أسْمعُ "يا أبِي"حتَّى، وَلَو
مِـنْ بـعدِهَا أُسقَى ردًى، و مَنُونَا
أنَــا لــمْ يــزلْ نـعْتِي بـغيرِ حُـروفهِ
أحـيَـا الـشَّـتَاتَ مَـنـابِتاً، و غُـصُونَا
بـيتِي أضَلُّ من الظَّلامِ، و باحَتِي
بــنْـتُ الــفَـلاةِ مـــرارةً، و سُـكُـونَا
مـتـفَرِّدٌ، فــي كــلِّ ركْــنٍ وحْـشَةٌ
والـصَّـمتُ يـمْضَغُ لـيليَ الـمحْزُونَا
لا فــجــرَ أنــتـظـرُ انـبـثـاقَـةَ ثــغْـرهِ
لا طِـفلَ يـطْرقُ بـابِيَ الـمسجُونَا
عقمَتْ صباحَاتي، وصَوَّحَ ملْعبِي
ونَـثرْتُ صَـبرِي فـي الفِنَاء شُجُونَا
لا شَــيءَ عـنـدِي غـيرُ حـظٍّ نـائِمٍ
وعـقـيـلـةٍ صــبــرَتْ عــلـيَّ قــرونَـا
والـــدارُ بـــاردَةٌ، يـعـاتِـب سَـقْـفُهَا
صـلَـفَ الـشـتاءِ، ومَـوقـدًا مـجْـنونَا
عِـشْـريـنَ عـامًـا لا صَـغـيرَ أضـمُّـهُ
وحـدِي أنَا، والزَّوجُ، والعشْرونَا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق