أحوال مغامرة تجاوزت
رُبع القصيدة
في الحبّ
تكون طالبة الثانوي أقرب من الجامعية لمعنى خفر النساء ..والجامعيات أنفسهنّ
يعترفن أنهن في الثانوية أجمل أرواحنا منهن وهن في الجامعة .. وكانت النصيحة
للنساء المرهفات أن لا يقرأن من قصيدة جميلة أكثر من ربعها .والربع كثير .. لكنّ
طالبة ثانوية في بلد عربيّ فتّشت جيب معطف صديقتها ، فوجدت فيه رسالة كتبتها إليّ
.. فعلمتْ أنّ هذه المتمنعة قد سقطت إذ تنكّبت النصائح، وقرأت لي قصيدة كاملة ..
--------------
الشاعر : محمد جربوعة ــ الجزائر ــ
--------------
وجــــــدَتْ
بـمـعـطـفـها الــثـمـيـن الــفــاخـرِ
مــــثـــل
اعــــتـــرافٍ مُــــكـــرَهٍ ومـــكــابــرِ
فــيـه:
(( الــسـلامُ عـلـيـكَ مِـــن مـجـهـولةٍ
يـــــا
ســـيّــد الــشــعـر الـجـمـيـل الــنــادرِ
لا أســتــطـيـعُ
الـــقــولَ.. كـــلــي مـــربــكٌ
وعــسـاك
تـفـهـمُ بـالـسـكوت مـشـاعري))
قــالــت
لــهـا: هـــا قـــد وقــعـتِ حـبـيـبتي
فــخــذي
الـشـمـوعِ لـقـبـر (عــبـد الــقـادرِ)
فــاحـمـرّ
خــدّاهــا ، تــقــول: ((اسـتـغـفري
هــــل
أشــكــرُ الـمـقـهـورَ، دون الــقـاهـرِ ؟
أنــــا
مــــا شــعــرتُ بـــأيّ شــخـص قـبـلـهُ
مـــا مـــرّ
شــخـص واحـــدٌ فـــي خــاطـري
لـــكـــنّ
هـــــذا لـــيــسَ يــشــبـهُ غـــيــرهُ
هـــو مــثـل
مـــسّ الـجـنّ ..مـثـل الـسـاحرِ
لا يــــتـــركُ
الأنــــثـــى تــلــمـلـمُ قــلــبـهـا
بــــيــــنَ
الــــتــــردد والــــقـــرارِ الـــحــائــرِ
أنــــا
قــــد ســمـعـتُ صــبـيـة فـــي حـيّـنـا
تــوصــي
الــبـنـاتَ بــشـعـر هــــذا الـجـائـرِ
وتــقــول:
يُــقــرأُ فــــي الـقـصـيـدة ربــعُـهـا
مــــــــا
زاد فــــهـــو كـــرمــيــةٍ لــمــقــامـرِ
وتــــقـــولُ:
مـــمــنــوعٌ لــــكـــل رقـــيــقــةٍ
ولــــمـــنْ
تـــــــذوب بــكِــلْــمـةٍ ولــقــاصــرِ
قـــالــت
فـــتــاةٌ: ســـــوف أقــــرأ نـصـفـهـا
قــالــت
لــهــا: أنــــا قـــد نـصـحـتُ..فغامري
مـــــن
يــومــهـا، ضــيّـعـتُ كــــل تـعـقّـلـي
وفــقــدتُ
فــــي بــحــر الـجـنـون بــواخـري
ذنـــبــي
بـــأنــي قـــــد قـــــرأتُ قــصــيـدةً
وقــــرأتــــهــــا
بـــتــمــامــهــا لــــــلآخـــــرِ
أحـسـسـتُ
بـالـكلمات تـهـرب فــي دمــي
وشـــعــرتُ
بـالـنـبـضـات تــحــت أســــاوري
وسـقـطـتُ
فـــوق الـتـخـت أنـــزف، مـثـلـما
فـــــي
الـــجــوّ تــفــعـل طــلــقـة بـالـطـائـرِ
فـفـتـحـت
شــبـاكـي .. لأضــبـط شـهـقـتي
وأزحــــتُ
عــــن لــــوح الــزجـاجِ سـتـائـري
وهـمـستُ
لــي: أتــرى الــذي أحـسـستهُ
أعـــــــراضُ
حـــــــبٍّ مــســتـبـدّ آســــــرِ؟
وصـــرخـــت
بـــــي: تــتـمـرّديـن لأجـــلــهِ؟
تـعـصـيـنَ
مــــن أجـــل الـغـريـب أوامـــري؟
وســمــعـتُ
مــثــل الاعــتــراف بــداخـلـي:
(( مــــاذا
ســأفـعـلُ ؟ غــلـطـةٌ لـلـشـاطرِ))
ووجــدتــنــي
مــــــن بــعــدهــا مــنــكـوبـةً
أحــصــي
وراء الــقـصـفِ كــــلّ خــسـائـري
تــبّــا..
وســحـقـا.. يــــا لــــهُ مــــن قــاتــلٍ
لــلــغــيـد
مــحــتــرفٍ، بـــصـــورة شـــاعـــرِ
مـــن قـــال
إنـــي ســـوف أســقـط هــكـذا
وأنـــــا
الــقــويـةُ ؟ يـــــا لــحــظـي الــعـاثـرِ
أنـــا
مــا عـرفـتُ عـلـى (ثـلاثـيني) الـهـوى
قــــد
عــشــتُ نــاسـكـةً وربّــــكِ ســاتـري
ولــقــد
حــرصــتُ طــــوال عــمــري أنــنـي
لا أرتـــمــي
فــــي مــــوجِ عــيـنـيْ نــاظــرِ
مــــــا
كـــنـــتُ أعـــــرف أنـــــه يـحـتـلـنـي
أو يـــعـــلـــن
اســتــعــمــارهُ لــضــفــائــري
أتــــــرى
إذا ألـــقـــى الــقــضـاءُ ســهــامـهُ
لا يــنــفـعُ
الــتـحـذيـرُ قـــلــبَ مُـــحــاذرِ ؟))
قـــالــت:
((لـــعــلّ الأمـــــر وهــــمٌ عــابــرٌ
فــتـجـاهـلـيـه،
بــعــطــلـةٍ أو ســــافـــري))
قــالــت
لــهـا: ((أرجـــوك، لــسـت صـغـيـرةً
وأنــــــا
أفــــــرّقُ قـــاتــلا مـــــن عـــابــرٍ ))
((من أين؟))..
قالت: ((لستُ أعرفُ، صدّقي
لــكــنّـهُ
حـــسْــبَ الــجــنـونِ جـــزائــري))
الأحد 24 شباط – فبراير 2013
شعر : محمد جربوعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق