أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الأربعاء، 17 مايو 2017

الرئيسية في أربعينية شيخي المغفور له بإذن الله محمد الزاوي طيّب الله ثراه ــــ مشكاة الأنوار--- الشاعر : مبروك بالنوي ـ الجزائر ـ

في أربعينية شيخي المغفور له بإذن الله محمد الزاوي طيّب الله ثراه ــــ مشكاة الأنوار--- الشاعر : مبروك بالنوي ـ الجزائر ـ

في أربعينية شيخي المغفور له بإذن الله محمد الزاوي طيّب الله ثراه
مشكاة الأنوار

--------------
الشاعر : مبروك بالنوي ـ الجزائر ـ
--------------
نشى القلب حزنا إن ترى الطرف عاصيا
ولـــم يــخـش جـرمـا أن يـبـثك مــا بـيـا

لـئـن ذدت دمـعـي عــن هــواك مـخافة
فـخـذ نـبـض هـذا الـقلب لـو كـان كـافيا

فـــزعــت بــآمــالـي أعـــلــل وصــلـهـا
أرتّـــق مـــا قــد هـيْـضَ مـنـها مـواسـيا

أوزع أفــــراحـــا و بــــشـــر فــضــيــلـة
وأصـــدح فــي عــرس الـهـداية شـاديـا

إلـــــى إن تــــولاك الــحـمـام مــعـجـلا
و نــــادى مــنــادي الــحــق ألا تـلاقـيـا

أيـــا شـيـخـنا كــيـف الـرحـيـل بـرغـمنا
أمــا خـفـت مــن بـعـد الـفراق الـمواليا

أيــــا شـيـخـنـا كــيــف الــعـزاء لـصـبـنا
وفــي الـقـلب أشــواق إلـيك كـما هـيا

أبـــا أحــمـد و الــنـاس تـتـبـع شـيـخها
فـكـيـف أتـــاك الـشـيخ يـرجـو الـتـدانيا

أبـهـتُ لـنـفسي أبـتـغي نـصـح حـزنـها
فـــمــا زادهـــــا الإنــصــاح إلا تــمـاديـا

ورحــتُ أمــدّ الـخـطو فــي كـل خـطوة
تــذكّــرنـي عـــهــدا لــجــودك مــاضـيـا

تـمـلّـكني الـتـذكار حـتـى أفــاض بــي
إلـــى مـسـجد يـبـكيك شـيـخا وهـاديـا

زهـــى بـــك مـشـكـاة تـوهـج ضـوءهـا
مــن الـكـوكب الــدري يـغـشى الـلياليا

وقــفــت أمــــام الــبــاب أقــــرأ نـبـضـه
تــرنــحـت الأقــفــال كــلـمـى بــواكـيـا

تـحـسست صـوتـا قــد تـحشرج خـفته
يــقــول تــمـهـل صـــار شـيـخـك نـائـيـا

دخـلـت وفــي الـقـلب اضـطـرام حـنينه
يـــؤجــج فــــيّ الــذكـريـات الـخـوافـيـا

إلـى إن عـدمت الـرشد مـمّا يـشوبني
فــأذرفــت دمــعـا خــانـه الـصـبـر قـانـيـا

أشـحـت بـوجـهي عــن خـوالـج جـمـة
إلـــى الـمـنـبر الـمـحزون أتـلـو الـتـعازيا

تـــولّـــهَ مــهـمـومـا بـــنــأي خــطـيـبـه
نـشـى مــن أســاه لا يـجـيبك سـاهـيا

فـقـمت إلــى الـمـحراب ربــع سـجوده
فــصـحـت بــــه مــهــلا فــهـوّم غـافـيـا

أعــــدد مــــن فــرطــي أثــــار جـبـيـنه
كــأنــي عــلـى زهـــو أعـــد الـنـواصـيا

تــرنــح بـــي ظــهـري إلـــى عـرصـاتـه
فـخـيّـمـت الأطــيـاف تــحـدو الـمـنـاجيا

فــهــام بـــي الـتـذكـار يـجـمـع عــنـده
رجـــالا مـــن الـمـاضين قـبـلك سـاخـيا

كــأطــيــاف أنــــــوار وجـــــوه أحـــبــة
كــــرام هــنــا كــانــوا لــديــك عـوافـيـا

فـــــأذن فــيــهـم بـالـرحـيـل رحـيـلـهـم
فـلـبّـوا نـــداء الــحـق فـاهـتجت نـاعـيا

مـجـالـسـهم تــنــدى بــجــودك أنــهــا
جــبـاه ســجـود تـبـتغي الـعـفو شـافـيا

هــم الـكاظمون الـغيظ فـي كـل مـحنة
و عـــن قـــدرة يـعـفـون صـفـحا مـواتـيا

فـيـسـقون بـالإحـسـان نــبـع ودادهــم
يــرونــك أوفــــى الـواعـظـيـن مـعـانـيـا

إذا قــلـت لــبّـوا عـــن صــفـاء ســريـرة
فــمـا زدتــهـم فـــي الــحـق إلا تـفـانيا

كـفعلك فـي جـيل تـربّى عـلى الـهدى
نـــزلــت بــــه حــبّــا وعــلـمـا وراعــيــا

فــأعـددت مــن نـبـض الـرسـالة سـيـره
عــلـى حـكـمـة تــدنـي إلـيـه الـدوالـيا

أيــــا شـيـخـنـا عــــز الـلـقـاء و نـابـنـي
طـفـوق أســى الـخـنساء يـلـهب بـاليا

تـعـوّذنـي صــبـر الـحـلـيم مـــن الـرضـا
تـجـرّعت فــي الـبـلوى كــؤوس مـآسيا

ومــازلـت أمــضـي الــهـم أنـبـش جـبـه
عـــزانــي غــيــابـات لـــديــه دواهــيــا

ولـــــي ذكـــريــات جــلّـهـن تـعـيـدنـي
إلـــى ســنـوات قـــد تـمـاهـت ثـوانـيـا

فــهـن ربــيـع الـعـمر قــد أدرك الـمـنى
مــن الـمـسجد الـميمون يـذكي آمـاليا

فـسـمّـيته يـمـنـاً عــلـي ابـــن طـالـب
فــكـنـت عــلـيّـاً فـــي خــطـاه مـنـاديـا

ســلـيـل أبــــي بــكــر خــلـيـل نـبـيّـنـا
أرحــت إلــى الـصـديق تـنـهي الـتناجيا

حــفـيـد أبــــي حــفــصٍ لــخـيـر أبـــوة
تــعـيـد مـــن الــفـاروق حــزمـا وراعــيـا

ومــــن جـــود عـثـمـان أتـــاك عــطـاءه
وهــــا لابــــن عــفــان تــهــزّ الـدوالـيـا

تــصــون لــوجــه الــحــر مــــاء حــيـاءه
ولـو سـرت مـحتوما عـلى الشوك حافيا

فــكـم مــن جـلـيل قــد رآك هـنـا كـمـا
رأى الخضر موسى في الرؤى متساميا

ومـــــا الـــبــر إلا مـــــا تــقــدّمـه يــــد
مــــن الــجــود و الأنـــداء لــلـه صـافـيـا

فـعـفـو أمــيـر الـفـقـه يـــا شـيـخ مـتـنه
أمــالــك قــــد ألــقــى إلــيـك الـتـدانـيا

تــشــفّ بــفـهـم الـشـافـعيّ حـصـافـة
عـلى مـذهب الـنعمان تـرسي المعانيا

تـحـيطك تـقـوى مــن لــدنِّ ابـن حـنبل
سـفـحـت لـديـها فــي اتــزان الـخـوابيا

ورحــــت تــصــوغ الأشــعــريَّ إمــامــة
تـشـيّـد مـــن عــلـم الــكـلام الـمـبـانيا

وتــنـهـل مـــن بــحـر الـجـنـيديِّ لــؤلـؤً
تــصــوّفـه يــرقــي الــنـفـوس مــداويــا

ومـــن مـنـقـذ ســـن الـغـزالـي تـهـافتا
فـــرحــت بــإحــيـاء الــعــلـوم مــنـاديـا

أخــالـك فــي سـمـط الـبـخاري مـحـدثا
ومــــا مــسـلـم إلا الـنـهـى مـتـسـاميا

أرى مـن غـريب الـلفظ مـنك زمـخشري
تــلــقّـنـه لــلــجـيـل عــلــمــا مــوالــيـا

ونــــورا عــلــى نــهـج الـبـلاغـة كـنـتـه
إلـــى سـيـبويه بــتّ تـلـقي الـمـراسيا

نـسجت مـن الـتفسير أسـماط عسجد
إلـــى ابــن كـثـير تـبـتغي الــدر صـافـيا

قـــديــم تــنـاغـيـه وتــجــمـع شــمـلـه
حــديـث تـجـلـيه إلـــى الــنـاس بــاديـا

أصــالــة أقـــوال عــلـى خــيـر ســيـرة
وتــأصــيـل مـــدلــول يـــــؤرّق نــاسـيـا

فــمــن لـلـخـلـيل الآن يــشــرح مـتـنـه
ومـخـتـصرا أعــيـا الـــورى بــات عـاصـيا

ومـن لـلورى فـي شـرح متن ابن عاشر
إذا كــنـت عـــن خـيـر الـمـجالس نـائـيا

ومــن لـلـمعهد الـسـامي يـربـي أيـمـه
صـنـيـعك فـيـهم صــار يــا شـيـخ راعـيـا

ومــــن لـصـغـيـر قـــرح الــدمـع جـفـنـه
يــــــزق كـــأفــراخ الـخـمـيـلـة بــاكــيـا

فـأنـت لــذات الـبـين مـا عـشت مـصلح
تــشــقّ لــظـمـآن الــحـيـاة الـسـواقـيا

وكــابــن عــيــاض تـجـتـبـيك شـيـوخـه
بـغـنـيـتـه حــتــى تـسـامـيـت قــاضـيـا

ألا تـــلــك أيـــــام خـــلــت بـجـمـيـلـها
هـــو الـعـمـر بــيـد بـعـدها صــار خـالـيا

مـــن الـحـمق حـقـا أن يـجـوب مـهـاجر
عــلـى كــلـف صــفـر الـيـديـن الـفـيافيا

أيــا شـيـخنا حـلّـت بـنـا سـنـن الألــى
وصــــار خـبـيـثـا يــنـكـأ الــجـرح دامــيـا

ومــا عــاد لـلـعهد الــذي كـنـت تـبتغي
ضـيـاء وصــار الـطعن فـي الـحق هـاميا

فـكـم مــن شـيـوخ جـرّحـوهم سـفاهة
شـــبــاب تـــصــدوا بــالـغـرور الـفـتـاويـا

فــــلا أحــــد يــنـجـو بــنـاصـع عــرضـه
إذا كــــان رهــنــا لـلـشـمـاتة سـاهـيـا

وهـــا مـنـطـق الأشــيـاء صـــار نـقـيضه
إلـى الـناس حـكما و الأسـاس المدانيا

وقـــد هـالـنـي بـالـهـول فــيـمَ تـنـطعوا
وعـــدت غـريـبـاً مــاسـك الـجـمر بـاكـيا

شـظـايا الــرؤى الـوثـقى لـدنيا تـطايرت
وقــــد صــــار قــرآنـي فـهـومـاً عـوافـيـا

و شـاحـت مـرايـا الـعـلم بـعـد نـصـوعها
و شـاهـت وجـوه الـحق لـم تـلق راقـيا

فـــصــرت كــمـجـنـون يــخـبـئ ذاتــــه
يــخــاف إذا ضــــاءت خــبـت مـتـلاشـيا

أيـجـبر فــي عــرف الـزجـاجة كـسـرها
وكــلـي زجـــاج قـــد سـجـى مـتـداعيا

فـما نـفع مـا نـحصي من العلم و الرؤى
ومـــن فـلـسـفات تـتـرك الـفـكر سـاديـا

و لــلـمـال أرقـــى الـفـلـسفات أجـلـهـا
يــنــمــقــهـا إعـــــلامــــه مــتــخــاذيــا

عــلــى مــسـمـع مــنّـا أهــانـوا نـبـيّـنا
ونــحـن إلــى الـقـرآن نـمـضي هـوافـيا

كـــتــاب قــرأنــاه لــمـوتـى عــسـاهـم
بــــه يـعـمـلـون الآن شــرعــا مــوافـيـا

فـهـل يـنفع الأحـياء فـي الـعصر حـكمه
فــكـم تـنـعـبون الآن ســكـرى سـوافـيا

يــصــدع فــكـري مـــا يــقـال و يـفـتـرى
و نــبـض كــتـاب الله قـــد بـــات خـابـيـا

كـــم اتـخـذوا حـمـقا هـواهـم إلاهـهـم
وكــم نـسـبوا لـلـدين عـمـدا الـمساويا

ومـــن ضــلّ عــن نــور الـرحـيم بـفـكره
يــرى جـنـة فــي الـنـار تـلـقي الـدواليا

ولـــولا الـتـقـى مـــا كـنـت إلا نـعـيقهم
ولـــولا رؤى الإيــمـان مــا كـنـت نـاجـيا

فــفـيـم بــكـائـي و الــنـفـوس صــبـيـة
تـــشــدو لـــلــذات الــحــيـاة الأمــانـيـا

و فــيــم احـتـراقـي و الـعـقـول غــريـرة
فــيـأنـفـهـا كـــنـــه الــكـتـابـة جــافــيـا

فـمـفهوم دنـيانا غـدا عـكس مـا مـضى
فــلـن تـسـتـطيع الــبـت يــومـا مـداويـا

أعــوذ بــرب الـنـاس مــن شـر غـاسق
ومـــن نـافـثـات تــتـرك الـحـلـم سـاديـا

ومــن ذاريـات فـي مـدى الأرض صـرصر
تـشـتّـتنا فــكـراً لـــدى الــديـن واهــيـا

فـــيـــا رب حــبّــبـنـا إلـــيــك وخــصّــنـا
لـــدى نـعـمـة الإســـلام فــكـرا مـواتـيا

وخــص شـيـخنا صـفـحا جـمـيلا بـهـيبة
وجـــــاوره قــربــا مــــن نــبـيّـك دانــيــا

من قلب تلميذه الفقير لرحمة ربه مبروك بيبي بالنوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.