أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

السبت، 13 مايو 2017

الرئيسية بيان بشأن اللاجئين السوريين العالقين على الحدود ... بقلم الأستاذ : محمد جربوعة ـ الجزائرـ

بيان بشأن اللاجئين السوريين العالقين على الحدود ... بقلم الأستاذ : محمد جربوعة ـ الجزائرـ

بقلم الأستاذ : محمد جربوعة ـ الجزائرـ
بيان بشأن اللاجئين السوريين العالقين على الحدود
انطلاقا من الإسلام الذي أوصى بالرحمة بالمخلوقات حتى من غير البشر.. 
 
وانطلاقا من الأبوة التي تعرف معنى أن يظلّ طفل صغير تحت حرارة الشمس اللاهبة وفي غبار الصحراء، ويبيت في العراء .. 
وانطلاقا من الإنسانية التي هي وشيجة بين بني البشر ..
وانطلاقا من كون الشاعر هو الأكثر إحساسا بآلام الناس وآلامهم .. 
وانطلاقا من الرحمة بالنساء والعجائز، اللائي لا يكرمهنّ إلا كريم .. 
 
يكون من واجبنا بينما الناس تتناوش على الحطام الزائل، أن نصدر هذا البيان الخاص بعائلات سورية عالقة في مناطق حدودية بين الجزائر والمغرب . 
وبعيدا عن الدخول في أيّ ضيق سياسي، أو الانطلاق من معطيات سياسية، معروفة منذ عقود .. 
فإنّني أقول .. 
 
لقد قام الشعب العربي السوري طيلة قرون بواجب الضيافة والإيواء تجاه الكثير من الشعوب العربية في المنطقة ..فقد استضاف الحشود الجزائرية التي رافقت المقراني والأمير عبد القادر ..ومنهم اليوم في دمشق وحلب وغيرها أحياء كاملة باسم المغاربة.. كما استضاف الفلسطينيين بعد النكبة الكبرى، وهناك اليوم أحياء في دمشق خاصة بالفلسطينيين ،منها مخيّم اليرموك، والحجر الأسود، وفلسطين وغيرها .. واستضافت العراقيين بعد 2003 ، وآوتهم ..واستقبلت اللبنانيين في الحرب الأخيرة منذ سنوات ،ولم تقم لهم مخيّمات ، بل ساكنوا الشعب السوري في أحيائه .. وقد كنت شاهد عيان على ذلك . مع إقبال صيف حار يتخوّف منه الناس في بيوتهم رغم وسائل التكييف والتبريد ؟ 
واليوم ..هل يجوز أن نتفرّج على 555 شخصا من ضعفاء الأرض المنكوبين، وهم يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء؟ 
ألم يقل النبيّ صلى الله عليه وسلم: (فكّوا العاني) ..أليس هؤلاء العالقون من العانين الذي ضاقت عليهم الأرض ؟ 
 
فكيف نفطر من صومنا وهذه السبة تنتقصنا ؟ فأين الكرم ؟ وأين النجدة والشهامة ؟ وأين الرحمة بالضعيف الذي لا أحد له من البشر وقد انقطعت به السبل وخانته الحيلة؟
 
إنّ هذا الشهر المقبل علينا هو شهر الرحمة، شهر الأيادي البيضاء التي يخبئها البشر ويدخرونها لدى ربهم سبحانه .. 
 
إننا نستمطر السماء بالإحسان إلى هؤلاء .. بعد أن يبس الزرع وجفّ الضرع وضاقت الحال .. ولو كان هؤلاء رجالا لكان الشر أهون، لكن أن يدفع الثمن أطفال ونساء، فهذا ما لا يمكن القبول به، ولو كان في أوروبا لتحركت له الحكومات والبرلمانات ومنظمات حقوق الإنسان .. 
 
لهذا؛ أدعو إخواني من الشعراء في المغرب، للتدخل الإنساني والأخلاقي للتخفيف عن هؤلاء وحلّ مشكلتهم ..
 
بل إنني أبدي استعدادي لإقامة أمسية شعرية في المكان الذي يتواجد فيه هؤلاء المستضعفون، عسى أن يحلّ الشعر ما عقدته السياسة .. 
 
وإن أبدى هؤلاء اللاجئون نية في العودة إلى الجزائر ، فإننا سنسعى في ذلك من جهتنا .. بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة وعن التبرير السياسي الذي لا يجب أن يدفع ثمنه هؤلاء الذين لا همّ لهم سوى أن يجدوا لقمة خبز .. وسقفا آمنا .. 
 
وريثما تنتهي هذه المأساة .. أطلب من الشعراء والأدباء والمثقفين الذين يستطيعون الوصول إلى هؤلاء أن يفرحوهم ولو بالماء البارد .. وأي شعر هذا الذي لا يهتمّ لعجوز ضعيفة (أمّ) وهي تعاني الضياع في بلاد العرب بعد أن أغلقت في وجهها كل الأبواب ؟ وفي هذه المنطقة كلنا معرضون لأن نعيش مثل هذه الظروف مع عائلاتنا لسبب أو لآخر .. دون أن يكون هناك حسّ إنساني أو قلب يرق وأذن تسمع .. وهؤلاء هم أنفسنا ..فلننقذ أنفسنا .. 
محمد جربوعة
بادية الثنايا
13  أيار – مايو 2017 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.