الشاعر
الجزائري : محمد جربوعة
--------------
شكرا لأنكمو أهنتمو وطني
والآن ماذا وقد هدأت
قعقعات صناديقكم وقنواتكم ، وبهتت صور مرشحيكم على الجدران ؟
هل تغيّر شيء ، غير أننا جززنا ضفيرة أخرى من ضفائر الجزائر ؟
الآن ماذا وقد تمالأتم على العجوز التي أطعمتكم قلبها حبّا.. وأنتم أولاء اليوم تأكلونها كرها ؟
والآن ماذا وقد صعد من صعد ونزل من نزل .. على جسدها المتعب المكدود ؟
والآن ماذا وهذي الجزائر، تجوب شوارع الفاقة والحزن والغدر .. بينما أنتم تمتصون ما بقيَ من أثدائها العجفاء بعد أن هرمتم ..
هذي القصيدة نفخة شواظ في وجوه الأتقياء والأشقياء، والصالحين والطالحين ، والحاكمين والمحكومين ، والموالين والمعارضين ، وبائعي الوهم ، ومروّجي الحشيش، ورجال الدين، وأهل العلم .. وأهل الجهل .. والمستقيمين والمنحرفين، والذين هم داخل الوطن، تعساء أو سعداء .. والذين هم خارج الوطن ، منفيين أو (حراقة)، أو فارين من العدالة، أو من الظلم، أو مغامرين ..
خذلناها كلّنا .. مَن شارك ومن قاطع .. ومن احتفل ومن تحسّر .. ومن باع ومن اشترى ومن زوّر ومن ندّد ومن ردّد .. ومن بقي إلى جنبها يجاور شيبها ..ومن هاجر لئلا يرى ضيعتها وهوانها ..
خذلناها .. وآن للشعر أن يشتمنا علّ اللغة تنصفها ، إذ لم ينصفها البشر ..
هل تغيّر شيء ، غير أننا جززنا ضفيرة أخرى من ضفائر الجزائر ؟
الآن ماذا وقد تمالأتم على العجوز التي أطعمتكم قلبها حبّا.. وأنتم أولاء اليوم تأكلونها كرها ؟
والآن ماذا وقد صعد من صعد ونزل من نزل .. على جسدها المتعب المكدود ؟
والآن ماذا وهذي الجزائر، تجوب شوارع الفاقة والحزن والغدر .. بينما أنتم تمتصون ما بقيَ من أثدائها العجفاء بعد أن هرمتم ..
هذي القصيدة نفخة شواظ في وجوه الأتقياء والأشقياء، والصالحين والطالحين ، والحاكمين والمحكومين ، والموالين والمعارضين ، وبائعي الوهم ، ومروّجي الحشيش، ورجال الدين، وأهل العلم .. وأهل الجهل .. والمستقيمين والمنحرفين، والذين هم داخل الوطن، تعساء أو سعداء .. والذين هم خارج الوطن ، منفيين أو (حراقة)، أو فارين من العدالة، أو من الظلم، أو مغامرين ..
خذلناها كلّنا .. مَن شارك ومن قاطع .. ومن احتفل ومن تحسّر .. ومن باع ومن اشترى ومن زوّر ومن ندّد ومن ردّد .. ومن بقي إلى جنبها يجاور شيبها ..ومن هاجر لئلا يرى ضيعتها وهوانها ..
خذلناها .. وآن للشعر أن يشتمنا علّ اللغة تنصفها ، إذ لم ينصفها البشر ..
--------------
شــكــرا
لــكــمْ مــــا إلــــهُ الـعـالـمينَ عــفـا
عـلـى الــذي
فــي سـنـينِ الـنفطِ قـد سـلفا
شـــكــرا
لأحــمـركـم .. شــكــرا لأخــضـركـم
شــكــرا
لأزرقــكــم، إبــــنِ الـحـقـيـرةِ (فــــا)
فــــي
الـــروحِ حـــزن كـبـيـرٌ لــيـس يـفـهـمهُ
ســوى الــذي
مــن كـؤوس الـحنظلِ ارتـشفا
وكـــنـــت
آلـــيـــتُ أن لا أشــتــكـي أبـــــدا
وخــانــنـي
صــبــرُ قــلــبٍ عــاشــقٍ ضَــعُـفـا
أكــــاد
أصــــرخ يــــا أبــنــاءَ (...) ..يـمـنـعني
ديــنـي
.. وحــرمـة قـــذف الـعـرض أن أصِـفـا
وســـوف
يـسـألُ فــي يــوم الـحـساب غــدًا
مَــــن
غــاضِـبـا ذكَـــرَ (الأشــيـاءَ) أو قــذفـا ؟
شــكـرا
لــكـم كـلّـكـم.. مـــا نـجـمـة رجـفـتْ
مـــــا
فـــــوق ســـاريــةٍ مـخـضـرُّكـم رجــفــا
شـــكــرا
لـــمــن زوّر الأصـــــواتَ مـحـتـسـبا
فــــزاد
- شــلَّــت يــــدُ الــتـزويـر - أو حــذفـا
شـكـرا
لـمـنْ قـاطـعوا ..شـكـرا لـمن شـاركوا
شــكـرا
لــمـن مــارسـوا الإرهـــابَ والـصَّـلـفا
شــكــرا
لــكــلّ شــيــوخ الــدّيـن .. لـلـفـقها
لـــمَــن
إذا قـــيــل إحـــلــف كــاذبــا حــلـفـا
شــكـرا
لــمـن قـبِـلـوا، شـكـرا لـمـن رفـضـوا
شــكــرا
لــمــن مــــلأوا الإعـــلام والـصـحُـفا
مــن كـذّبـوا
الـجـاء(1) يـسعى كـي يـعلّمهمْ
وصــدّقــوا
الأعــــور الــدجّــال حــيــن نــفـى
شــكـرا
لــمـن بــاع عـهـدَ الـصـوتِ، أو وطـنـا
أو شـــاربـــيـــه
بـــديــنــاريــن، أو شــــرَفــــا
شــكـرا
لــمـن تــركـوا فـــي الـــدرب مـبـتـدأ
وتــابـعـوا
الــوهـم نــحـو الـمـنـتهى انـعـطـفا
شكرا لمن
مسحوا في اللوح ( لم يكن ال...)
لــيــكـتـبـوا
بـــعــدهــا الأرقــــــام والــقــرفــا
شـــكـــرا
لـــهـــاو ، يــبــيـع الأرض مــبـتـدئـا
شـــكـــرا
لـــغـــاو يــبــيــع الأرض مــحـتـرفـا
شــكــرا
لــمــنْ شــــدّ مــكـسـورا حـقـيـبته
ثــــمّ
اســتــدار ..ومــــدّ الــكــفّ ..وانــصـرفـا
شـــكــرا
لــمــنْ ركــــب الأمــــواج مـبـتـعـدا
كــــي
لا يــراهــا تــعـانـي الـنـقـص والـتـلـفا
شــكـرا
لـمـن ســوف يـبـقى كـالـغريب هـنـا
بـجـنـبـهـا
مُــكْـرَهـا ( لا حَــــوْلَ)، أو شَــغَـفـا
شـكـرا
لـكـل بـنـيها ..فــي الـغـياب وفــي ال
حــضـور
، شــكـرا لأهـــل الــشـرّ والـشـرفـا
شـــكـــرا
لــشــيــخٍ أهــــــان الله شــيـبـتَـهُ
خـانـته
رجــلاهُ فــي سـعـي الـشـقا.. زحـفـا
شــكـرا
لـشـيـخ بــكـى فـــي جــوفـه ولـــدٌ
مـــا ســـار
فـــوق طــريـق الـــورد مــذ وقـفـا
شـكـرا
لـمـن زغــردت ، شـكـرا لـمـن حـزنتْ
شـــكــرا
لــمــنْ ذرفــــتْ لــلـحـقّ إذ ذرفــــا
شــكــرا
لأبــنــاء تــجــار الـحـشـيـش ولــــل
مـحـشّـشـينَ
.. ومــخـطـوفٍ ومــــن خـطـفـا
شــكــرا
لــمــن أعــلـنـا الإضــــراب وامـتـنـعا
عــــن
الــطـعـام .. أخــيــرا هــاهـمـا عــرفــا
شــكـرا
لــمـن لــم يـعـلنا الإضــراب.. واتـفـقا
عــلـى
(الـحـكـومة) قـبـل (الـحـكم) وائـتـلفا
شــكـرا
لــمـن رجــعـا ..شــكـرا لـمـن جـزعـا
شــكـرا
لــمـن ســرقـا الـمـسـروق واخـتـلفا
هــــذي
الــعـجـوز الــتـي بــاعـت أســاورَهـا
لــكـي
تـعـيـشَ ،ومـــا قـــد جــرّبـت شـظـفـا
هــــــذي
جــزائــركــمْ .. أثــوابــهــا بــلــيـتْ
ومــعـصـم
الــعــزّ بــعــد الــعــزّ قــــد نــحـفـا
عـــزيـــزةٌ
، حــــــرّةٌ، ذلّــــــتْ .. وشــيّــبـهـا
ظــلــم
الـبـنـيـن ..وجـــرمُ الـــدون والـشـرفـا
تـــكـــدّرون
لـــهــا مـــــاء الـــشــراب وقـــــد
شـربـتـمُـو
مــــن يــديـهـا مــــا حـــلا وصــفـا
أكـلـتـمـوهـا
عـــقــودا .. هــــل إذا عــجــزتْ
وشــــــاب
مــفــرقـهـا أو ظــهــرهــا ضــعــفـا
تــكــسّــرون
يــديــهــا .. وهــــــي صـــابــرةٌ
هــل يُـكـسَر
الـنـخلُ إن فــي شـيبهِ رجـفا ؟
أسَــــوْء
كَــيــلٍ .. وقـــد كـلـتـمْ بـــلا خــجـل
لأمّــكـم
وهـــي عَـمْـيـا لا تـــرى ، حـشـفا ؟
شــكــرا
لــكــم ... إنــهــا تــبـكـي وتـلـعـنكمْ
تــدعـو
عــلـى كـــلّ مــن فـيـها بـمـا اقـتـرفا
وســــوف
يـلـحـقـكمْ شــــؤم الـعـقـوق لــهـا
ســـاءت
بــكـم فـــي لـيـالـي حـمـلها نُـطـفا
سـاءت بـكم
- وهـي تـعطي الـثدي- مـرضعةً
ســاءت
بـكـم - وهــي تـبـكي حـظّـها- خَـلَفا
ألــــــــم
تــــرقّـــوا لــرجــلـيـهـا تــجــرّهــمـا
لــقـلـبـهـا
الــطــيّــب الـــدرويــش إذ رعـــفــا
شـكـرا
لـمـن قــد دعــا بـعد الـصلاة ( لـها) :
( فـلـيـعـطها
الله مـــن بــعـدي أنـــا ..تـلـفـا )
شــــكـــرا
لأنّــكــمــو أذلــلــتـمُـو وطـــنـــي
وخــنـتـمُـو
دمَ مَـــــن مِـــــن أجـــلــه نــزفــا
لــــو
لــــم يــكــن لــعـقـوق الــمــرء والـــدهُ
مــــــن
الــمــهـانـة ، إلا شـــؤمـــه لــكــفـى
فـــالأرض
لـلـشـمّ مــثـل الـيـاسـمين ..فـقـطْ
ويــلــعــنُ
الله مَـــــن قـــــد داس أو قــطــفـا
شعر :
محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
هـــامــش :
1- الــجـاء
: الـذي جـاء
الــجــمــعــة 12 أيـــــــار
- مــــايـــو 2017 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق