الحكيمة
--------------
شعر: محمد
جربوعة ـ الجزائر ـ
--------------
حَــسْــبَ الأشــعــة والـتـحـليل والــصـوَرِ
وحـــســبَ جـــــدولِ تــقــريـرٍ لـمـخـتـبَـرِ
قــلـبـي ســلـيـمٌ، ونـبْـضـاتـي مـنـظّـمـةٌ
ومـــا عــلـيَّ بــهـذا الـشـأنِ مِــن
خـطـرِ
لــــكـــنّ دكــــتـــورةً حــــــوراءَ
فــاتــنــةً
أنـيـقة الـشكلِ..في الـخمسينَ.. كـالقمرِ
تـنـهّـدتْ ..وهـــي تـلـقـي لــي بـنـظرتها
عــلـى حــيـاءٍ.. وتـرمـيـني عــلـى حــذرِ
مشيتُ أحسستُ أنّ الحسنَ يلحــــــقُ بي
ويـزرعُ الأرضَ بـالـنـسرين فـــي أثـــري
حــيـنَ الـتـفـتُّ .. ويـــا سـبـحان
خـالـقها
ولــيـتـنـي لــيـتـنـي لــلـخـلـف لــــم
أدُرِ
رأيــــتُ مـــا يُـفـسـدُ الـعُـبّـادَ،
واقـتـربـتْ
كـغـيـمةِ الـصـيـف بــيـن الـصـحو والـمـطرِ
عــيــنـانِ تــنـتـظـران الــفــتـكَ..
دُرّبـــتــا
كـكـلـبـتينِ لــبـثّ الــذعـر فـــي الـحـجـرِ
شـعرتُ بـالخوفِ – لا أُخـفي- وقـد نظرتْ
وعــــــادةً تـــبـــدأُ الأهــــــوالُ
بــالـنـظـرِ
قـالت :أريـدكَ فـي شـيء ، فـقلت لـها
:
خـــــذي ثـــلاثــة أربــــاعٍ مــــن
الــعـمـرِ
تـبسّمتْ .. - كَـم أَحَـبَّ الـقلبُ بسمتها-
وسقسقت كمَقامِ (الرسْتِ) في الوترِ(1)
وضَــعــتُ كــفّـي عــلـى قـلـبـي أُثـبّـتـهُ
فــقــد يــرفــرفُ إنْ بـالـفـعـلِ لـــم
يَــطـرِ
قـالت : (( لـديكَ بـحسب الـظن مـشكلةٌ
آثـــــارُ حــــبٍّ، وكــســرٌ غــيــر
مـنـجـبـرِ
عـيـنايَ تـقـرأُ مــا تـخـفي الأشـعـةُ
مِــنْ
أســـرار قـلـبكَ مِــن يُـسـر ومــن عـسُـرِ
وقـــد عـرفـتكَ مــذ أقـبـلتَ، قـلـت
لـمـنْ
كــانــتْ بـقـربـيَ: (هـــذا ســيّـد
الــزهَـرِ
الــشــاعـر الــمــخّ .. نــيـرانـيُّ
أحــرُفِــهِ
ولــيـس مــن قــد رأى بـالـعينِ ،كـالـخبرِ)
أُحِـــبُّ شــعـركَ جــدا.. عـشـتُ حـالـمةً
بــــأنْ أراكَ ولــــو لــمْـحـا مــــن
الــبـصـرِ
أبــــوس عـيـنـكَ....قل بـيـتـا لـتُـمـرضني
وكــي أداويــكَ ..كــن لـو لـحظة قـدري))
فـقـلـتُ : ((أرجــوكِ قـلـبي جِــدُّ
مـنـفطرٍ
وقــلـبـكِ الــحـلـو يــبــدو غــيــر
مـنـفـطرِ
ومــــا تــبـقّـى مـــن الـنـيـرانِ سـيّـدتـي
ســوى الـرمـادِ وذكــرى الـجـمرِ والـشـررِ
وبـعضِ مـا اسـتخلصَت رِجلي وما حفظتْ
مـــن الـــدروسِ بــدرب الـشـوك والـحـفرِ
دعـي الـغطاء عـلى بـئري .. فـقدْ أخـذتْ
مـني الـسنونُ ..ولـم تـترك سوى العُشُرِ
أنـــــا مـــريــضٌ.. فــهــل بالله تَـنـقُـصـني
حـــوراءُ تَــدخُـل بــيـن الـلـحـم والـظُـفُرِ؟
ومــــا ألـــمَّ بـقـلـبي غــيـرُ مـــا
صـنـعـتْ
زيــانـبُ الـعـمـرِ فـــي الأسـفـار والـحـضرِ
تــعـبـتُ مــنـكـنَّ.. أرهـقـتـنّـني
..تـعـبـتْ
عـينايَ مِـن عـدّ نـجمِ الـليلِ فـي السَّحَرِ
تـعـبتُ مِــن سـاهـراتِ الـلـيلِ..مِن
تـعبي
مِـن شـكّكنَّ.. ومـن شكّي.. ومِنْ سهري
راعــي ظـروفـي.. فــإنّ الـطـبَّ سـيّدتي
لُـطْـفُ الـتـعاملِ .. قـبـلَ الـوخـزِ
بـالإبـرِ ))
شعر: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
هامش:
1 ـ الرست : من المقامات المعروفة ، وغيره : البيات, النهاوند, الصبا, العجم، السيكا، الحجا، الكرد، والمقامات من علوم التغني والتطريب ، سواء في القرآن
الكريم أو في الإنشاد والغناء.
1 ـ الرست : من المقامات المعروفة ، وغيره : البيات, النهاوند, الصبا, العجم، السيكا، الحجا،
الخميس 24- أكتوبر – تشرين الأول 2013 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق