أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

الرئيسية ** محاولة في قراءة عنوان ديوان " عطشى أنامل يقظتي " للشاعر حسين الأقرع .. *** بقلم الأستاذ :حمادي محمد نافع حُمّادي *** 10/04/2017

** محاولة في قراءة عنوان ديوان " عطشى أنامل يقظتي " للشاعر حسين الأقرع .. *** بقلم الأستاذ :حمادي محمد نافع حُمّادي *** 10/04/2017

** محاولة في قراءة عنوان ديوان " عطشى أنامل يقظتي " للشاعر حسين الأقرع
 يعتبر العنوان العتبة الأولى و المدخل المناسب لولوج عوالم النص الشعري, و سبر أغواره و استكناه مقاصده . فالعنوان للنص كالاسم للشخص, و كالرأس للجسد . فهو يوجّه القارئ إلى محاورة النص لاقتفاء أثر المعنى في دواخله .فهو نقطة البدء و هو المنطلق ,لأنه يلقي بظلاله الدلالية على القصيدة كلها . و قراءة العنوان متعة تضاهي متعة قراءة النص .
إن أهم ما يميّز عنوان الديوان : " عطشى أنامل يقظتي " للشاعر حسن الأقرع هو وروده جملة اسمية تدلّ على الثبات والاستمرارية دون تقييد بالزمن . تقدّم فيها الخبر ( عطشى = مسند ) فتأخّر المبتدأ ( أنامل = مسند إليه ) - على خلاف الأصل - إذ الأصل : ( أنامل يقظتي عطشى ) , ( مبتدأ و هو مضاف + مضاف إليه و هو مضاف + مضاف إليه + خبر)
و في هذا التقديم و التأخير إبراز <<ZOOMM>> للفظة ( عطشى), و شد انتباه المتلقي للاهتمام بها و التوقف معها لحظات للتفكير و التأمّل
 و لفظة ( عطشى ) وردت مفردة معبرة عن العطش الذاتي النفسي الذي يكابده الشاعر و هي صفة مشبهة باسم الفاعل تدل على ثبوت الصفة لصاحبها دون تقييد بزمان معين . و العطش هاجس إنساني منذ الأزل , لأن الماء هو الحياة مصداقا لقوله سبحانه و تعالى : " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ " . و أما لفظة ( أنامل و هي جمع أنملة و هي رأس الإصبع الذي فيه الظّفر) فقد وردت بصيغة منتهى الجموع الدالة على الكثرة " مَفاعِل " . و هي معرّفة بإضافتها إلى لفظة ( يقظة ) و التي تعني الانتباه و الصحوة ضد الغفلة , و الذكاء والفطنة و الوعي و الانبعاث و النهضة و عودة القوة ..و هي مفردة ( جمعها يقظَات ) و كأنها موجهة إلى مخاطب واحد ( الذات و المخاطَب على حد السواء ) و هي نكرة معرّفة بإضافتها إلى الضمير المتصل " ياء المتكلّم المفرد " و في حضور هذه الياء ( ياء المفرد المتكلم ) حضورٌ طاغٍ لذاتية الشاعرفي العنوان و في الديوان أيضا , و تعبير عن عنفوان الانفعال و بؤرة التوتر
 في " عطشى أنامل يقظتي " اليقظة يقظة الشاعر/ الذات بالأساس . يقظة وعي و فهمٍ ..يقظة الإحساس و الشعور بضرورة الانبعاث و الانطلاق ..إنّها يقظة أنامل الذات التي تلمّست و تحسّست الواقع ..إنها يقظة المنعوت بالـ " متطرّف " ( و أنامل الحقد الدفين تقول : ذا ) و تنشب فيه أظفار التهم الجاهزة بالتطرّف و الإرهاب . لكنّه ألفى التميمة النافعة و التيمة الناجعة ( يقظتي ).
 إنّه العطش الإنساني إلى المبادىء السامية و المثل العليا ( الحب, التعاون , العطاء , الإخلاص , الحق , العدل , الأمن , التعايش و الإخاء الإنساني ..) التي تتلهّف نفوسنا شوقا لتجسيدها في واقعنا العطشان الجدب المقفر ..
 (
عطشى أنامل يقظتي - لمّا أردّد أمّتي ) إنها يقظة الضمير و الهوية و الانتماء إلى أمّة أعزّها الله تعالى بالإسلام و السلام ..إنها صيحة المسلم العاقل المتبصّرالمتحضّر الإنساني ملء الحناجر:
" اسمي : أنا الإنسان يا قاضي أجل
و الأرض عنواني
أنا مسلم
لا لست أعرف غير هذا اللفظ في قاموسي 
أحببتُ كلّ الناس
رغم صنوفهم و صفوفهم
 في عالم التدليس " عالم مادي بغيض متوحّش , غابت فيه كل القيم الإنسانية الرفيعة ..عالم فقد قدسيّته .." قدسيّتي في أن أقيم حضارة الإنسان في الإنسان
" ما بالكم ؟ فالحبّ طبعي و التّسامح جنّتي
بل هكذا الإسلام يرفع هامتي
فالليل يَبلى في فضاءات الشّموس"

.
***
بقلم الأستاذ :حمادي محمد نافع حُمّادي ***  10/04/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.