** محاولة في
قراءة عنوان ديوان " عطشى أنامل يقظتي " للشاعر حسين الأقرع
يعتبر
العنوان العتبة الأولى و المدخل المناسب لولوج عوالم النص الشعري, و سبر أغواره و
استكناه مقاصده . فالعنوان للنص كالاسم للشخص, و كالرأس للجسد . فهو يوجّه القارئ
إلى محاورة النص لاقتفاء أثر المعنى في دواخله .فهو نقطة البدء و هو المنطلق ,لأنه
يلقي بظلاله الدلالية على القصيدة كلها . و قراءة العنوان متعة تضاهي متعة قراءة
النص .
إن أهم ما يميّز عنوان الديوان : " عطشى أنامل يقظتي " للشاعر حسن الأقرع هو وروده جملة اسمية تدلّ على الثبات والاستمرارية دون تقييد بالزمن . تقدّم فيها الخبر ( عطشى = مسند ) فتأخّر المبتدأ ( أنامل = مسند إليه ) - على خلاف الأصل - إذ الأصل : ( أنامل يقظتي عطشى ) , ( مبتدأ و هو مضاف + مضاف إليه و هو مضاف + مضاف إليه + خبر)
و في هذا التقديم و التأخير إبراز <<ZOOMM>> للفظة ( عطشى), و شد انتباه المتلقي للاهتمام بها و التوقف معها لحظات للتفكير و التأمّل
إن أهم ما يميّز عنوان الديوان : " عطشى أنامل يقظتي " للشاعر حسن الأقرع هو وروده جملة اسمية تدلّ على الثبات والاستمرارية دون تقييد بالزمن . تقدّم فيها الخبر ( عطشى = مسند ) فتأخّر المبتدأ ( أنامل = مسند إليه ) - على خلاف الأصل - إذ الأصل : ( أنامل يقظتي عطشى ) , ( مبتدأ و هو مضاف + مضاف إليه و هو مضاف + مضاف إليه + خبر)
و في هذا التقديم و التأخير إبراز <<ZOOMM>> للفظة ( عطشى), و شد انتباه المتلقي للاهتمام بها و التوقف معها لحظات للتفكير و التأمّل
و لفظة ( عطشى ) وردت مفردة معبرة عن
العطش الذاتي النفسي الذي يكابده الشاعر و هي صفة مشبهة باسم الفاعل تدل على ثبوت
الصفة لصاحبها دون تقييد بزمان معين . و العطش هاجس إنساني منذ الأزل , لأن الماء
هو الحياة مصداقا لقوله سبحانه و تعالى : " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍّ ۖ " . و أما لفظة ( أنامل و هي جمع أنملة و هي رأس الإصبع الذي
فيه الظّفر) فقد وردت بصيغة منتهى الجموع الدالة على الكثرة " مَفاعِل "
. و هي معرّفة بإضافتها إلى لفظة ( يقظة ) و التي تعني الانتباه و الصحوة ضد
الغفلة , و الذكاء والفطنة و الوعي و الانبعاث و النهضة و عودة القوة ..و هي مفردة
( جمعها يقظَات ) و كأنها موجهة إلى مخاطب واحد ( الذات و المخاطَب على حد السواء
) و هي نكرة معرّفة بإضافتها إلى الضمير المتصل " ياء المتكلّم المفرد "
و في حضور هذه الياء ( ياء المفرد المتكلم ) حضورٌ طاغٍ لذاتية الشاعرفي العنوان و
في الديوان أيضا , و تعبير عن عنفوان الانفعال و بؤرة التوتر
في " عطشى أنامل يقظتي "
اليقظة يقظة الشاعر/ الذات بالأساس . يقظة وعي و فهمٍ ..يقظة الإحساس و الشعور
بضرورة الانبعاث و الانطلاق ..إنّها يقظة أنامل الذات التي تلمّست و تحسّست الواقع
..إنها يقظة المنعوت بالـ " متطرّف " ( و أنامل الحقد الدفين تقول : ذا
) و تنشب فيه أظفار التهم الجاهزة بالتطرّف و الإرهاب . لكنّه ألفى التميمة
النافعة و التيمة الناجعة ( يقظتي ).
إنّه العطش الإنساني إلى المبادىء
السامية و المثل العليا ( الحب, التعاون , العطاء , الإخلاص , الحق , العدل ,
الأمن , التعايش و الإخاء الإنساني ..) التي تتلهّف نفوسنا شوقا لتجسيدها في
واقعنا العطشان الجدب المقفر ..
( عطشى أنامل يقظتي - لمّا أردّد أمّتي ) إنها يقظة الضمير و الهوية و الانتماء إلى أمّة أعزّها الله تعالى بالإسلام و السلام ..إنها صيحة المسلم العاقل المتبصّرالمتحضّر الإنساني ملء الحناجر:
( عطشى أنامل يقظتي - لمّا أردّد أمّتي ) إنها يقظة الضمير و الهوية و الانتماء إلى أمّة أعزّها الله تعالى بالإسلام و السلام ..إنها صيحة المسلم العاقل المتبصّرالمتحضّر الإنساني ملء الحناجر:
" اسمي : أنا الإنسان يا قاضي أجل
و الأرض عنواني
أنا مسلم
لا لست أعرف غير هذا اللفظ في قاموسي
أحببتُ كلّ الناس
رغم صنوفهم و صفوفهم
في عالم التدليس " عالم مادي
بغيض متوحّش , غابت فيه كل القيم الإنسانية الرفيعة ..عالم فقد قدسيّته .."
قدسيّتي في أن أقيم حضارة الإنسان في الإنسان
" ما بالكم ؟ فالحبّ طبعي و التّسامح
جنّتي
بل هكذا الإسلام يرفع هامتي
فالليل يَبلى في فضاءات الشّموس"
.
*** بقلم الأستاذ :حمادي محمد نافع حُمّادي *** 10/04/2017
*** بقلم الأستاذ :حمادي محمد نافع حُمّادي *** 10/04/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق