الدكتور
: قويدر قيطون ـ جامعة الوادي ـ الجزائر.
هذا هو الشِّعرُ وإلاَّ
....
***************************
سألتُ يوما عن شاعِرٍ كبير ، فما
جاءني غير الصّدى ، وفي نفسي شاعِرٌ كان أول عهدي به أنِّي رأيته في حصة "
أماسي " على القناة الوطنية الثالثة ، فسألتُ عنه فوجدته طالبا عندنا ، وما
لبثَ غير قليل حتى صار زميلاَ ، ولمّا حدّثت الناس عنه ؛ أنصفه الكثيرون ، وقلّل من
شعره البعض ، وما غيّرَ ذلك في رأيي شيئا، حتى قرأتُ قوله:
يحومُ غرابُ الناس فوقي مُهَلِّلا *** ويحملُ نعشَ
الأرض خلفي ثمانيهْ
ويجفل خيلُ الروح إذْ أنفخ الجَوَى *** على جَمْرة
الدنيـا ويعلو دخانيا
أشـــم على شبرِ... وسبعة أبحر *** شيـــاط قلــوب
العاشقين ضوانيا
أعيناي نزّ الدهر بين مفاصــلي *** إذا خـــرت الأقمار
لا تتبعـــــانيا.....
فازددت يقينا بشاعرية هذا الفَحْل الرَّبَّاحِي ، الذي
يجيء بُزبُر الكلام فيفرِغُ عليها قِطْرا قِطْرا ، فلا يسْطيع أحدٌ بعده أن
يُظْهِرُ كَمَا أظهَر ، ولا أن يقول كما قال ...فمن يناجزُ رجلا بمقدوره أن يصف
الملابس الداخلية للشمس من وراء الغيم ؟؟؟
ولعمري
ما يرفع الشاعرَ كثرةُ القول ، واللعبُ على الأوزان ، بل هو بيت يأتي على غير ما
ألِفَ الناس ، فكيف إذا كانت أبيات وقصائد ، وكيف كيف إذا كان القائل شهمٌ ابن
كرام اسمه ميداني بن عمر ؟؟؟
هذا ميداني فجيئوني بمثله إذا جمعتنا يوما - أيها
الناسُ - المجامعُ .
د/
قويدر قيطون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق