أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

السبت، 1 يوليو 2017

الرئيسية زينب و( لن ) النافية .. وهذا (الشيخ الجليل) الذي حظرته من صفحتي --- الأستاذ: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ

زينب و( لن ) النافية .. وهذا (الشيخ الجليل) الذي حظرته من صفحتي --- الأستاذ: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ

       زينب و( لن ) النافية .. وهذا (الشيخ الجليل) الذي حظرته من صفحتي
                               الأستاذ: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
يبدو متديّنا .. وقد أرسل إليّ يلومني على تغزّلي بزينب .. ناصحا بأن أترك الشعر والكلام الطويل العريض في النحو واللغة وتاريخ الجاهلية والأنساب ، لأتفرّغ لما هو خير من ذلك.. 
أجبته: حينما كنت في ما هو أقل من سنك ، يعني قبل بلوغي ربع قرن من عمري ، ويشهد على ذلك أصدقائي، حفظت القرآن الكريم، ورياض الصالحين ، واطلعت على آيات الأحكام فيه، وناسخه ومنسوخه، وألممت بالمذكرة للشنقيطي في الأصول، وبتدريب الراوي في الحديث، والخصائص لابن جني ،والمزهر و.. وإلى اليوم يمكن أن أدرّس ما في هذه الكتب بعين مغمضة .. وحفظت الآجرومية وألفية ابن مالك، والبيقونية ..والرحبية، والجزرية، و... بينما أنت اليوم لا تحسن كتابة جملة صحيحة..  
ثمّ كيف يمكنك أن تبرع وتبرز في علوم الدين وأنت لا تعرف اللغة وشعر العرب وهو محل الاستدلال عند الفقهاء والأصوليين؟
وفاجأته حين قلت له : بل إن اللغة ضرورية حتى للعقيدة الصحيحة .. 
وانتفض الرجل ، وقال كلاما..
قلت: هل تعرف ( لن) التي هي حرف نفي ونصب واستقبال ؟
قال: لا تهمني تفاصيل اللغة، الحمد لله أنّ عقيدتي صحيحة..
قلت: أما أنا فالحمد لله أعرف زينب ، وأعرف لن النافية الناصبة، وأعرف العقيدة الصحيحة..أما مثلك يعيش خائفا من إشهار ولهه بعيون زينب، وفي الأخير تقتله (لن) الناصبة).. وقد قالوا: ( تعيش الأغنام حياتها خائفة من الـذئب، وفي النهاية يأكلها الـراعي).. وقبل أن أحظره، بيّنت له ما قد يصدمه وينبهه، ثم رأيت أن أنقل ذلك للأصدقاء تعميما للفائدة..
لن هذه حرف صغير، لكنّها أحدثت في تاريخ الصدام العقدي بين العلماء إحدى أكبر المعارك، وهي معركة ( هل يرى أهل الجنة اللهَ تعالى يوم القيامة؟)
ومحور الخلاف حول قوله تعالى في القرآن الكريم لموسى عليه السلام حين طلب رؤية ربه سبحانه : ( لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ....) .. 
فقال الزمخشري : لن هنا تفيد التأبيد في النفي .. أي لن تراني يا موسى أبدا ، حتى في الآخرة.. 
بينما جمهور أهل السنة على أنّ أهل الجنة يرون ربهم وفي ذلك أدلة كثيرة من القرآن وصحيح السنة..
ومما استدلّ به علماؤنا على أنّ (لن) لا تفيد التأبيد ، قوله تعالى عن تمني الكفار للموت: ( وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ)..بينما في آية أخرى يبين سبحانه أنّ الكفار يوم القيامة يتمنون اليوم ، ويطلبون من الملك مالك أن يميتهم الله ،قال : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)..فقد تمنوا الموت إذن ، رغم قوله ( ولن يتمنّوه( .. 
لذلك قال ابن مالك في ( الكافية الشافية)، وهي ليست الألفية
                              ومن رأى النفي بلن مؤبّدا
                              فقولَه اردُدْ وخلافَه اعضُدا
أي اردد قول من يقول إنّ (لن) تفيد التأبيد في النفي.. 
فهذه إذن كما ترى مسألة لغوية ، تدخّلت في مسألة من أهمّ مسائل الاعتقاد عند أهل السنة.. 
فهل يعي هؤلاء أنّ العلم ليس سفسطة وقراءات مجزأة من هنا وهناك .. ؟ 
زينب التي أثار شانئوها عليّ الكثير من العواصف ، أهمّ عندي من ملايين من هذه الأمة من الذين لا يعرفون عن أمتهم شيئا ، لا نسبا ولا نحوا ولا أحكاما ولا تاريخا..
زينب هذه التي يحاربها المتدينون ، وطالبات الجامعة ، والحاكمون الفاشلون، وراكبو حمار الشّعر، والنقاد الفاشلون، هي التي تجعلني إن تربّعتُ في جلستي، لا يفتي بحضرتي في مسائل اللغة والشعر وتاريخ العرب، وأنا البدويّ، دكاترة الجامعات الذين يعرفون وزنهم ومبلغهم من العلم في حضوري..
زينب هذه ..هي التي يحسّ الكثير من أئمة المساجد بالحرج حين أستقبلهم في صلاة الجمعة ، وهم يهرسون اللغة هرسا..
زينب هذه ..هي التي سمّنت الأنظمة شعراء لها ، لتتجاوزني بهم .. ونفختهم وكرّمتهم وفتحت لهم المنابر .. لكنّها بعد سنوات أدركت أنهم ليسوا سوى صدى لجنوني الشعري.. وأنّ زينباتهم لا يحظين بما حظيت به زينبي من الدلال والجمال.. 
زينب هذه .. هي التي (عثتُ فسادا) في كتب اللغة ، صائلا يمينا وشمالا، لأقطف لها من النحو ما أكتب لها به أجمل ( الأقراط والأساور( .. 
زينب هذه هي التي دخلتُ لأجلها تاريخ العرب وأيامهم عنيفا صارما ..كما يدخل جنود متوحشون غلاظ شداد إلى مدن يستحلونها .. فكان لي منها ما يأخذ الأسد المفترس، والقائد الباطش. فاستسلمت لي منقادة بينما استعصت على غيري.. 
فأين أنتم من زينب .. ؟

محمد جربوعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.