بقلم محمد عصام علوش ـ سوريا ـ
القراءة عند الطفل
تبدأ القراءة عند الطفل في مرحلة مبكِّرة يراها بعضهم في تعبيرات الأمِّ حين تناغي طفلها وتهدهده وتضمُّه إلى صدرها، فهو يفهمها ويتفاعل معها ويبادلها لغة المشاعر بمثلها، ويراها بعضهم تبدأ منذ المرحلة الجنينيَّة قبل ذلك، ولاأريد هنا أن أتطرَّق إلى تحليلات هذه المرحلة النفسيَّة وإشاراتها وإيماءاتها، لكنَّ الطفل بعد ذلك يطرب بالتَّأكيد لصوت أمِّه حين تغنِّي له بصوتها العذب الحنون وترنيماتها الجميلة لتلاعبه أو لينام هانئًا سعيدًا، وتُعدُّ هذه القراءة من قبيل قراءة الاستماع ..... ينمو الطِّفل أكثر فأكثر ليستمتع بنوعٍ آخرَ من القراءة هو حكايات ماقبل النَّوْم التي تحكيها الجَدَّة أو الأمُّ فتنمِّي مداركه، وتنشِّط خياله، وتثير في ذهنه الأسئلة المتعدِّدة التي هي أساس العلم. عندما يصبح الطفل قادرًا على القراءة في سنِّ المدرسة ينبغي أن يُشجَّع عليها بالأساليب التَّربويَّة السَّليمة لا بالأمر والنَّهي والتَّوبيخ والزَّجر، وأفضل هذه الأساليب أن يكون أبواه هما القارئ القدوة أمامه، وهما المساعدان له على استيعاب مايقرأ، والمشجِّعان له على الاستمرار في القراءة. قد تكون جائزتك لابنك قصَّة يختارها من المكتبة أو مجلَّة من مجلَّات الأطفال الهادفة الموثوقة، أو كتابًا مبسَّطًا مشوِّقًا، ويُعدُّ اختيار قصص الأطفال من الأهميَّة بمكان؛ لأنَّنا ينبغي أن نطمئنَّ قبل كلِّ شيءٍ إلى سلامة مضمونها، وأن تكون مناسبة لسنِّ الطفل، جذَّابة الغلاف، جميلة الشَّكل، متناسقة الألوان، مزيَّنة بالرسوم المعبِّرة، سميكة الورق، عصيَّةعلى التَّمزيق، يُعلَّم الطفل كيف يمسكها ويتعامل معها بشكلٍ سليمٍ فلا يطوي أوراقها، ولايضع قلمًا في داخلها، أو يشخبط عليها، ويُتخيَّر من القصص أيضًا ماكان مختومًا ببعض الأنشطة التعليميَّة التعلُّميَّة لاختبار وعي القراءة لديه ...والسُّؤال الآن: هل تغني القراءة الألكترونية الطفل في هذه الأيَّام عن القراءة الورقيَّة؟ برأيي المتواضع أنَّها لا تغنيه على الإطلاق، ففي القراءة الورقية أنت تستطيع أن تختار لابنك القصَّة أو الكتاب الذي تطمئن إلى مؤلِّفه وسلامة محتواه، وهي قراءةٌ مريحةٌ للنظر، بعكس القراءة الألكترونية التي قد تضرُّ الطفل أكثر مما تنفعه وخصوصًا في سنوات حياته الأولى. وختامًا: كن أنت قارئًا جيِّدًا أوَّلًا ليقتدي بك أبناؤك، وإلا فإنَّ فاقد الشيء لا يعطيه.
محمد عصام علوش ـ سوريا ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق