أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الجمعة، 5 فبراير 2016

الرئيسية بقلم الأستاذة : حنكة حواء ـ الجزائر ـ ذكريـــَــــــات طفولــــــة ـ قصة قصيرة ـ

بقلم الأستاذة : حنكة حواء ـ الجزائر ـ ذكريـــَــــــات طفولــــــة ـ قصة قصيرة ـ

بقلم الأستاذة : حنكة حواء ـ الجزائر ـ
*** مُهــداة إلى مَاما محَاسن ، رحاب ، هنادي ، راهبة ، هيفاء ، مهدية وأماني طه الغائبة الحاضرة ***
بعْض الكلمـــاَت حنيِن جَــمره أبديّ الوهَج .
ذكريـــَــــــات طفولــــــة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صَدِيقَتِي "مُنَى " شَقيَّة جـدًّا ...تَسْـرقُ دَوْمًا الدَّنَــانيِـر المَوْجُـودَة بصُنْدُوق المَفْقُـودَات في القِسْم ، حِين السَّــرقة ؛ تَضَعُنِي حَارِسَة بِــالبَاب ؛ لا أسْتطيع الرّفض خَـوفًا منْها ، و كُلَّمَــا وَدَدْت نُصْحَهَا ، تَقُــول : اخْرسِي ألاَ تريدُين الحَلْوَى! .. انْتهِــي مِن دوْر الوُعَّاظ هـَذا ،بَات رأسِي يُؤلمنِي منْه ، تْشبهين أمّي تضربنًي حينَ أكذِب ؛ وتكذِب هِي علَى أبِي والجِيرَان...
تفتَح الصّندوق بخِفّة ، تأخذ الدنّانِير دُون أن تُحدثَ فوضَى فِيه ، ثمّ تُغلقه ببُطْء ، وتَحثّ الخُطَى نحْوي وجِلة ، تَتَلَفَّت يُمْنَة وَيُسْرَى ،لتتأكد أنْ لا أحَــد رآنا ، ثمّ تَجْذِبُنِي مِن يَدِي ، وجَرْيًا بِي للدُّكَان ..
كَانَت بَارِعَة في خِداع البائعِ ، تمدّ يَـدها له بالدّينار تطْلُب الحَــلوى ، وما إن يُحاول أخذه حتّى تسْقطٌه أرضًا ، ينْزل المِسْكين لأخْذه ، وبسرعة فائقة تفْتك بضْع حبّات حلْوى إضَافية ،ونحْن بالطَّريق تَمْنَحُنِي حَبَّة وَاحِدة وتَأْخُذ الكُلّْ ، مَا إِن تَضَعُهَا بِيَدي ، حتَّى تُفَنِّدَ رَافِعَة حَاجِبَهَا الأيْسَر( ألاَ يُعْجِبُك.. ؟ )، أَحْمَرُّ خَجَلاً قائلة (لا لا لا ، بَلَى يُعْجِبُنِي ).
بعدها نَجْلِسُ عَلَى حَائِط المَقْبَرة ، هو مكَان جلُوسنا الدَّائم ، تَبْدَأُ بِالأكْل ،وهي تُحرِّكُ رِجْلَيْها فَرَحة ، تَضْحَك وتَرْوِي مُشَاغَبَاتِهَا تارة وَ تَعُدُّ القُبُـور تَارة أخرى، أرَقبها وأنَا أقْبِضُ عَلَى حَبَّةِ الحَلْوى بيَدِي خَشْية أنْ تَسْأَلنِي : لِمَ لمْ تَأكُلِيهَا..؟
 مَع الغُرُوب ؛ تُغَادِرنِي وهِي تَغْمِزُنِي : غَــدًا يا مُسَاعِد ...أُبَادِلُــهَا ابتسامة خفيفة ، لا تعبَأ بفتور ابتسامتي ، بل تُقَهْقِــه عَالِيًا وتمْضِي ؛ مَا إِن تَخْتَفِي حَتَّى أَجْــرِي باتجاه قَبـْر الَولّي (سِيدِي لِمَام ) ، أَضَعُ حَبَّة الحَلْوى هُنَاك وأهْمِس ( هَاهِي.. اشْهَد مَعِي أَنِّي لَمْ أسْرِقْ ).

       بقلم الأستاذة : حنكة حواء ـ الجزائر ـ الوادي ـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.