خَلِّ الصَّبا ما بيننا !!
--------------
قَـلْـبِي تَـفَـلَّت مِــنْ يَـدي وَسَـعَى لَـهَا
فَــحَـدَتْ رُعُـــودُ الـمـشـرقين جِـمَـالَهَا
سَــالَ الـحَدِيدُ عَـلى تَـشوُّك شَـهْقَتِي
لَــمَّـا مَــضَـتْ وَالــرِّيـحُ تَـمْـضغ شَـالَـهَا
فَـرَمَـيْتُ عَـقْـلِي فــي الـتُّـرَابِ حَـمَامَةً
مَــذْبـوحـةً وَرَكــضْــتُ أَسْــبـق حَـالَـهَـا
وَخَـمَـشْتُ ظَـهْـرَ الـمُـنْتَهَى بِـأَظـافري
فَهَوَى عَلَى جُرْحِي المَدَى وَسَعَى لَهَا
وَشَــــدَدْتُ مِــنْـقَـارَ الــنَّـهَـار لِـرُكْـبَـتِي
كَـــيْ لاَ يُـطَـيِّـر فـــي الـعُـيون زَوَالَـهَـا
حُبِسَتْ عَلَى جبْسِ التَّوحُّش خُطْوَتِي
نَــادَيْــتُــهَــا فَـــتَــرَصَّــدَتْ أَخْـــوَالَــهَــا
طــاشَـتْ بِـعَـيْنِي جَـمْـرَةٌ مــن عَـيْـنِهَا
أَغْـمَـضْتُهَا ...فَـوشَى الـصدى وَأَسَـالَهَا
وَتَــلَــفَّــتَــتْ فَــتَــفَـتَّـلَـتْ فَــتَــفَـلَّـتَـتْ
دَمْــعًـا يُـحَـجِّـرُ فــي الـمَـكَان سُـؤَالَـهَا
وَاسَّـاقَـطَـتْ بَـيْـنـي الـسَّـمَـاءُ وبـيـنـها
شُـهُـبـا عَــلـى شُــهـبٍ تَـهُـزُّ ظِـلاَلـهَا
يَــا حَــادِيَ الـعِـيسَيْنِ خَـلْفَكَ غَـيْمَتِي
يَـمِّنْ ... !!فَـرِيحُكَ قَـدْ حَـفِظْتُ شِمالَهَا
صَـوَّبْـتُ رُوحِــي فــي الـعجاج هَـدَاهِدََا
يَـا لـي إذا ابْـتَعَدَ الـعَجَاجُ…!! ويـا لَـهَا!!
يـا لـي على الشَطَّيْن حُشْتُ غَزَالَتِي
فــي مَـلْـمَعِ الأَشْـبَـاحِ طـحْـتُ غَـزَالَـهَا
رُوحـي عـلى روح الـفراشة فـي يَـدِي
وَالــنَّـارُ تَـكْـتُـمُ فــي الـضُّـلُوع سُـعَـالَهَا
وَالـرَّكْبُ يَـمْشِي تَحْتَ مَسْقَطِ حَاجبِي
وَالـشَّـمْس تَـنْتف فـي الـرُّبَى أَوْصَـالَهَا
وَأَظَــلُّ أُسْـنِـدُ لـلـثَّرَى رَأْسِـي عَـسَى
أهْـمِي وَأَسْـمَعُ فـي الحصى خلخالَهَا
فَـأَكَـاد أَلْـمـسُ فــي الـسَّـحابة خَـدَّهَا
وأكـــاد أمـسـك فــي الـهَـجِير خَـيَـالَهَا
وأكــاد أدخــل غَـيْـبَ رأسـي فـي غَـدٍ
حــتــىَّ أحَــــدِّثَ بِــالـجَـوى أطـفَـالَـهَا
يــا حَــادِيَ الـعِـيسَيْنِ فُـكَّ يَـمَامَتِي !!
طـــال الـطـريـق بِــهَـا وَصَــهَّـدَ حَـالَـهَـا
هي لهفتي في العيش ... مَاء أُرُومَتِي
خَـــلِّ الـصَّـبَـا - مَــا بَـيْـنَنَا – مَـوَّالَـهَا !!
هـي سَـاحلي الـعريان …صَـاحَت مـرّة
فَــرَمَـى لــهـا بَـحْـري الـحَـميّ رِمَـالَـهَا
فَـغَـزَلْـتُ فـــي رَعْـــد الــغَـرَام بُـرُوقَـهَا
وَحَـضَـنْتُ فــي جـبـل الـهـوى زِلْـزَالَـهَا
وَنَـثَـرْتُـهَا نَـمَـشًـا عــلـى خَــدِّ الــرُّؤَى
وَقَـطَـفْـتُ مِــنْ فَــوْقِ الـكـلام هِـلالَـهَا
شَــرِبَ الـضُّـحَى ريـقِـي فَـمَا سَـمَّيْتُهَا
لــلـرِّيـح فَـانْـشَـهَـقَ الـحَـنِـين وَقَـالَـهَـا
وَصَـحَـوْتُ فَـارْتَـطَمَ الـنَّـسِيمُ بِـجَـبْهَتِي
وَغَــفَـوْتُ … صَـــوْتُ الـعَـالمين أَهَـالَـهَا
فَـحَـضَـنْـتُهَا وَهَــجًـا يَــمُـورُ بِـسَـاعِـدِي
وَلَـثَـمْـتُـهَـا ضَـــــوْءًا يَـــــرُجُّ حِــجَـالَـهَـا
يَــا حَـادِيَ الـعِيسَيْنِ إِنْ شَـرِبَتْ فَـمِي
لاَ تَـنْـفَـعِـلْ فَـالـقَـلْـبُ يَــعْــرفُ مَــالَـهَـا
وَالــرُّمـح تَـعْـرف فــي الـفَـضَا أَكْـبَـادَهَا
وَالـخـيل تـعـرف فــي الـسّـرى خَـيَّالَهَا
لا تـنـفـعل فـالـماء عَــرَّشَ فــي يَــدِي
والله فــــوق ســمـائـه أَوْحَــــى لَــهَــا
شعر : ميداني بن عمر ـ الجزائر ـ ولاية الوادي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق