أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

السبت، 31 ديسمبر 2016

الرئيسية تيمة الماء في ديوان الموت موجا " لمحمد قسط " .. بقلم الأستاذ : عبد الواحد بن عمرـ ولاية الوادي ـ الجزائر

تيمة الماء في ديوان الموت موجا " لمحمد قسط " .. بقلم الأستاذ : عبد الواحد بن عمرـ ولاية الوادي ـ الجزائر

تيمة الماء في ديوان الموت موجا " لمحمد قسط "
بقلم الأستاذ : عبد الواحد بن عمرـ ولاية الوادي ـ الجزائر
.. شاعر ينحدر من أقصى يابسة في وطنه، لكنة يقصّ زعنفة الشهوة ويعوم من غير سوء . يعلّم البواصل من أين يبدأ شمال الزرقة وأين ينتهي جنوبها .هو الجنوبي الجميل الذي يسكن مخيّلة البحر زَبَدُه والقدم الحافية، السنابل في حنجرة المد، وكلام الهدير لمواعيد على ذمّة الموج مصطافوه يصطلون الزّرقة والشّمس أنثى تغار، يستدرج العصافير المعدنية في جيب الشواطئ.. شاعر يملأ الجيوب بالأصداف العارفة والنوارس السماوية وفَراش الليل .  
يقول الشاعر :  
"مشيئة الياسمين أن أزجّ نبضي في شغب القيثارة / المذياع مخلوق من عالم الضجيج يؤثّث نشاز اليوم
أتراكِ وأنتِ تقرئين، مدركة تماما لما يُحَاك حولكِ من موج ؟"."
 حِيَل الموج كثيرة أوّلها الغواية وآخرها الموت موجا على قارعة اللغة، كوْنٌ بأكمله هذا البحر أرض ثانية في باطنه تدور ولا شيء يُفلتُ من شباك الشاعر.. فالشعر صيد كذلك في الموت موجا . "إن شعراء الماء هم الذين رأوا وتأملوا أشياء أهملتها حشود الأنهار الواسعة " هو إذن رؤية وتأمل في هوامش الأشياء لا في متْنِها، شاعر يعلّم الصيّاد المختلف كيف يتسّع البال مع صنارة اللغة، وكيف يضيق مكر الريح بعيدا عن موائد القصيد ؟ يقول محمد قسط :
 "خشب المرفأ يموء، حلازين رخوة تتسلق رغبتي في الغرق ،أنصاف أهلّة تأكل هامش أرقي ،السكارى يتقاسمون أرغفة الليل السرش كزنبقة. بجانبي يجلس المــــدُّ يدخّن معي شرود المدينة 
وغضب حدائقها الهادئة
لن أأمن مكر الصيادين يخبؤون شهوة الريح في أشرعتهم ."
في ضفة أخرى من الزرقة يضع البحر قَدَما فوق قدم ويدخّن سيجاره، يحصي مُريديه حفاة وعراة على بابه لكن الشاعر يذكّره بأيام الشتاء ليطعن في موجه ..موجه الفقير إلى رائحة قميصها، إلى حجرها، بل ويذكّره بضمير اليابسة المخلص.. يقول الشاعر :  
 "أيها البحر ..الأنثى التي مشّطتْ شعرك وأسندتْ رأسك على فخذها، أنثاي..، سترتدي أفضل ما عندها ، وترقص كالهنود الحمر فوق حزنك...
 تعبّئ حقائبها بالمرجان والملح وصغار الحيتان وتهجرك، لن تجد رائحة قميصها في موجك لن تؤدي طقوسك بعد اليوم للقمر ، فهو لا ينسى إيماءتك الساذجة وأنت تقص زعانفك وتهبها لليابسة "
في نصوص "لن تكشفني الذئبة " تعود الأنثى مرّة أخرى تختال وهي تقرأ المحارة على المصطافين .. تفعل السمك وزبد البحر وتقشّر رائحة الغيم ليمطر.حتى السلطعونات الصغيرة تعرف مكانها ولها ما تقرأ هي الأخرى .
كل الشعراء غرقوا في هذا السائل السحري العظيم- البحر- زرقته والملح، زبده والرمل وكائناته الحية، لكن لكل شاعر مجدافه وشراعه ..محمد قسط في ديوانه "الموت موجا" يشكل علاقات جديدة بين الأشياء والزرقة في سردية لا تلغي أدوات الشعر الكاملة : يقول الشاعر :
 "الملح يفعل السمك .. 
كما تفعل قدميك زبد البحر / وكما تفعل الريح ضفيرتك ..
ما زلتِ تقرئين، ماذا تقول المحارة؟ السلطعونات الصغيرة 
تتسلق خيط لامبالاتك..
والمصطافون يصطلون شفتيك../ربّما ستمطر اليوم؟ 
من يدري، قد تفعلها أصابعك.. 
 وتقشّر رائحة الرمادي في الغيم ؟." 
 نصوص "الموت موجا" للشاعر "محمد قسط" نصوص تبشّر بولادة نص جزائري مختلف جدير بالقراءة والدراسة . ويكفي للقارئ أن يفتح هذه الصّائفة البحرية ليحظى بقسطٍ من الذّهول وهو يربطُ الصورة الشّعرية بأختها .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.