وحــــــــشة
--------------
ميداني بن عمر ـ الجزائر ـ ولاية الوادي
--------------
ودِّعْ صــــوابــــك إنَّ الــــحِــــلَّ مـــرتَـــحَــلُ
طـــاشَ الـيـقينُ و جُـنَّـتْ بـالـرؤى الـقُـبلُ

قـامـت قـيـامةُ هــذا الـقـلبِ فــي شـفـةٍ
غــيـبـيـةِ الـــرِّيــق لا خــمــرٌ و لا عــســلُ

يـحـمرُّ جـمـرُ فـمـي فــي مُـلـتقى فـمها
تـحت الـكلامِ ،فـيعْرى فـي دمـي الوجلُ

دارت بـشـمـعـةِ روحــــي ريــــحُ لـهْـفَـتها
يـــا .. هــل تـطـيقُ عـنـاقًا أيـهـا الـرجـلُ؟

هــــا عـانـقـتـني فـأنـسـى أنــهـا أبـــدي
فــــوقَ الــعـصـورِ و تـنـسـى أنــنـي الأزلُ

مـن شـدّةِ الـموتِ نـزّ الـضوءُ مـن هـدُبي
بـصـدرهـا فـانـمـحت مـــن تـحـتـنا الــدُّولُ

رَفَّـــتْ فــمـا أنـــا حـــيُّ كـــي أطـيـرَ بـهـا
ولــــســـتُ أقـــــــربَ لــلــدنــيـا فــأتَّــصــلُ

يــــا حــــاديَ الأيِّــــلِ الــضـوئـيِّ مـنـحـدرًا
من جيدها الفيضُ… غِيضَ الماءُ يا جبلُ!

وَحِــيــلَ بـيـنـي و بــيـن الـصّـبـر أقـطـفـها
رُمَّــانــةً قُــــرْبَ ســــورِ الــعـرشِ تـنـهـملُ

قـطـفْـتُـهـا فـــهــوى الــيــاقـوتُ مُــنـدلِـقًـا
عــلـى الـحـيـاةِ ،وظِـــلُّ الـغـيـب يـكـتـملُ

سَــحَّــتْ عــلــى مــلـكـوتِ الله أوردتـــي
لــمَّـا الـتـصـقتُ بــهـا و الــركـبُ يـنـفـصلُ

أســنـدتُ خــدّي لـخـدِّ الـريـحِ إذ نـفـضتْ
فـي مـطلقِ الـمِسكِ شَـعرًا حـلَّهُ العجلُ

فــرُحـتُ أخْـبِـطُ صــدرَ الأفْــق يـمُـسِكني
عـنـهـا ، وتـنـحلُّ مــن فـسـتانها الـسُّـبلُ

غُـــمِــرتُ فــانـدلـقـتْ روحــــي بـكـامـلـها
فــــوقَ الــمــداءاتِ لــمَّــا لــفّـهـا الأجــــلُ

أُوّاهُ يـــــا جـــرحــيَ الــكــونـيَّ مــتـسـعًـا
خـلـف الـعَـجَاجِ الـسماويِّ الـذي وصـلوا!

باللهِ يـــــا جـــرحــيَ الــمـمـتـدُ ســاحـلـهُ
لـسـاحلِ الـنـاي قُـل لـي : كـيف تـندملُ

وكــيـف أنــجـو بـأنـفـاسي الــتـي بـقـيتْ
في عاصفِ الفقد إذْ قال القضا ..ارتحِلوا!

يــا مــن يـكـفكفني فــي خـيطِ مِـسْبحةٍ
مـن الـدموعِ ،بـكى من وِحْشتي الحجلُ

تـــركــتُ إنــســانـيَ الــرمــلـيَّ مــهـتـرئًـا
بــيـن الـشـطوطِ، ولــجُّ الـفـيضِ يـشـتعلُ

وجــئـتُ أســبـقُ قـلـبـي قــبـل شـهـقتهِ
فــي فـالـج الـنـورِ ،خِــدْرُ الـحُورِ مُـنسدلُ

ضـاعـتْ خُـطـاهم ، فــلا نـجـمٌ تـلامحهم
فــي الــلاَّزورْدِ، ولا هــذا الـمـدى الـثّـملُ